قسم “الفراغ”

تطيير حمام أم تطيير نصاب

تطيير حمام أم تطيير نصاب

دولة الرئيس، سعادة النواب،

قبل القسم، أود أن أسجّل احتجاجي على من تلاعب بإسمي وحوّلني إلى “شغور”.  وكأن رئيس الجمهورية موظّف في إحدى دوائر الحكومة، أحيل على التقاعد فشغر مكانه.

هذا التلاعب يا دولة الرئيس يسيء إلى موقعي كرئيس لأعلى سلطة في البلاد.

أيها السادة،

أقف أمامكم اليوم معتزّاً بالثقة “الفراغية” التي منحتوني إياها.  وبصفتي رئيس “الفراغ”، فإنني أقسم أمام “غيابكم” الكريم بأنني سألبي تطلعات الشعب، وأولها تعطيل المؤسسات الدستورية التي أفسدت الدولة.

في البدء، سأعطّل مؤسستكم التشريعية، منقذاً اللبنانيين من فرض ضرائب جديدة وقوانين مجحفة.

وأقسم ثانياً على كسر الأعراف الدستورية المبنية على الطائفية.

في عهدي لن يكون هناك موقع رئاسي للمسيحيين.  ولن أقيم أي اعتبار للفقرة “ي” من مقدمة الدستور، التي تقول “لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك”، مستنداً في رفض هذه الفقرة على بطلانها بفعل مقاطعتكم للانتخابات الرئاسية، مما وفّر لي فرصة تولي المنصب الرئاسي الأول في البلاد.

وكما تعلمون، فأنا لا أنتمي إلى طائفة معيّنة.  ولهذا سأتمثّل في 24 صاحب فخامة سيحكمون بإسمي عبر مجلس الوزراء، الذي يضم ممثلين عن طوائف لبنان ومذاهبه.  وفي هذا تأكيد على كسر احتكار الطائفة المارونية لمنصب رئيس الجمهورية.

وأقسم ثالثاً على ترسيخ مبدأ استيراد الرئيس من الخارج حفاظاً على هذا العرف المعتمد في كل انتخابات رئاسية منذ الطائف.  وأتعهّد لكم بأن الفراغ لن يملأه سوى التوافق الاقليمي والدولي، الذي وحده يستطيع فرض التوافق المحلي.

وأقسم رابعاً على تعميم سياسة الفراغ، من موقع رئاسة الجمهورية إلى جيوب المواطنين اللبنانيين.  إن إنماء “الفراغ” المتوازن، ركن أساسي من أركان وحدة الدولة، واستقرار النظام، ونرى في تطبيق لامركزية الفراغ الإدارية الموسعة، عنصراً مهماً لهذا الإنماء، لرفع الغبن وإصلاح التفاوت الاجتماعي والاقتصادي بين المناطق.

وأقسم خامساً على التزام الحياد بين “الخشب والذهب”.

وبما أن “الفراغ” لا يملأه سوى الهواء، فإنني أقسم على أن يستمر اللبنانيون في عهدي بـ”أكل الهواء”.

ختاماً، أدعو لعهدي بطول البقاء.  إذ لو قرّر الخارج أن يقصف عمري مبكراً، فإن البديل رئيس ضعيف يُقَرر له ولا يقرر، يخاف ولا يخيف، يطيع ولا يطاع … وفي هذا شهادة لي بأنني الرئيس القوي في زمن صراع الأقوياء.

عشتم وعاش “الفراغ”.

سامر الحسيني