عبد الرحمن سلام:
المغنية الشابة “ميكايللا”، أطلقت منذ ايام اغنيتها الجديدة “شاكو ماكو”، بالتزامن مع اصدارها لفيديو كليب استعراضي راقص تم تصويره في اجواء من الفرح والسعادة، وتتوقع للأغنية، كما للفيديو كليب، النجاح المأمول الذي بدأت مفاعيله بالظهور، بحسب احصائيات مراكز البيع، وأيضا، بحسب المتابعات التي تمت حتى اللحظة على مختلف رسائل التواصل الاجتماعي.
و”ميكايللا”، شاركت في برنامج “الرقص مع النجوم ـ 2″، إلا أن الحظ لم يحالفها، فخرجت بعد الحلقة الثانية.
عن جديدها الغنائي، وردود الافعال عليه، وعن الحفلات التي شاركت في احيائها على مدى ايام صيف 2012، وعن الفيديو كليب الجديد، وكذلك عن مشاركتها في برنامج “الرقص مع النجوم” وأسباب خروجها المبكر من المنافسة، وصولا الى المشاريع المستقبلية التي تنتظر تحقيقها، كان الحوار.
■ سنبدأ بالحديث عن اغنيتك الجديدة “شاكو ماكو”. فماذا تقولين عنها، لا سيما وان الانتقادات انصبت على عنوانها؟
– “شاكو ماكو” اغنية مكتوبة باللهجة البدوية من تأليف الشاعر الغنائي عادل رفول ومن ألحان ادوار موسى، وقد صورتها فيديو كليب تحت ادارة المخرج كارلوس عون. وفي ما يتعلق باختيار العنوان، فإن ادارة اعمالي اختارته لكونه جديداً ولافتاً للانتباه وسهل الحفظ، وهذه العوامل حققت المطلوب منها، بدليل نجاح الاغنية.
■ من تابع الفيديو كليب، ونحن منهم، تبين له ان الرقص كاد ان يتغلب على الغناء؟
– صحيح ان الرقص موجود في الفيديو كليب، والسبب ان لحن الاغنية ايقاعي ويحتمل حضور الرقص. ثم لا تنسَ انني فنانة استعراضية، وفي كل حفلاتي الغنائية أقدم اللوحات الاستعراضية التي تترافق مع غنائي. بالنسبة اليّ، لم اجد اي جديد في ما يتعلق بحضور الرقص في الفيديو كليب، وربما الجديد كان عند الناس الذين تابعوا الاغنية مصورة.
■ هل من توجه محدد حمله الفيديو كليب المذكور؟
– صحيح. أحببت أن اظهر للجمهور الذي لم يتابعني بعد على المسرح، الشخصية الفنية التي اتميز بها، وقد جاءت جميلة وإيجابية جدا.
■ تحدثت عن صيف حفل بالمهرجانات. فهل ترين انك بدأت بقطاف مجهوداتك؟
– بالفعل كان موسم صيف 2012، بالنسبة اليّ، حافلا بالمشاركات، وسواء في مهرجانات او في حفلات مناطقية، ولا شك في ان نجاحي في هذه المهرجانات كوّن لي رصيدا جيدا، بدليل انني، ومنذ رأس السنة 2013 وأنا في نشاط فني مستمر، سواء في لبنان او في الخارج، حيث المهرجانات والحفلات والاعراس والسفريات لا تنتهي، كما ان “روزنامتي” حافلة بالمواعيد الفنية للقادم من الايام، ما يؤكد بالفعل انني احصد زرعا صحيحا، وأقطف ثمار تعبي على مدى السنوات السابقة، لكنني سأستمر ازرع الجيد لأحصد النتائج الايجابية.
■ تطلين منذ فترة بـ”لوك” متميز وجديد. فهل هذه الاطلالة مقدمة لشخصية فنية تستعدين لتقديمها؟
– مهما بدلت في مظهري، فإن شخصيتي لن تتغيّر، وسيبقى الجمهور يعرفني، فأنا لست مع فكرة ان تختلف صورة الفنان الشخصية عن صورته الحقيقية، خصوصا وان الجمهور سيلحظ على الفور مثل هذا التبدل على المسرح. ما فعلته هو انني جددت في المظهر، وهذا الاسلوب سأعتمده مستقبلا، ولكن الـ”لوك” سيبقى يشبهني.
وتضيف “ميكايللا”: لا شك في ان الجمهور لاحظ “اللوغو” الخاص بالاعلانات المصورة التي روّجت للاغنية، وهذا “اللوغو” سيكون بمثابة “البصمة” الفنية الخاصة بي. ويسعدني بهذه المناسبة ان اعبر عن فرحي بما قدمه له فريق عملي المتجانس والذي يدرس شخصيتي، ويبرزها للناس بالشكل الصحيح.
■ واضح تماما ان هناك تراجعا في النشاط الفني، في مقابل كثافة في البرامج الفنية التلفزيونية. فكيف تفسرين الامر، وهل تجدينه دليل عافية، ام مجرد ملء لفراغ فني؟
– في الاصل والاساس، فالبرامج موجودة للترفيه، وربما الاصح ان نقول ان مهمة هذه البرامج التلفزيونية هو الترفيه عن المشاهدين، وربما لذلك، حضرت كل هذه البرامج الفنية لتغطي هذه المهمة وليس لملء الفراغ وحسب. ثم لا تنسَ أننا نعيش، ومنذ سنوات، حزنا شبه مستمر، في كل الوطن العربي، ويكفينا ما نشاهد من احداث على المستوى المحلي والعربي، وما نسمع من اخبار لا تحمل سوى النكد. ان صعوبة مهمة البرامج الفنية، تكمن في انتزاع الحزن من قلوب الناس واستبداله بالابتسامة والسعادة والترفيه، وما دام هذا التوجه غير مؤذٍ ولا يزعج، فما المانع من حضوره؟!
■ قبل بدء اللقاء، دار بيننا نقاش حول كثرة مشاركة نجوم الفن في البرامج التلفزيونية، وهذه تحولت الى “ظاهرة” بعدما كان ظهور النجم في اي برنامج يشكل حدثا؟ فكيف تفسرين الامر؟
– مشاركة اهل الفن في البرامج الفنية اراها ايجابية لأن الفنانين في الغرب يتواجدون، بشكل طبيعي في الكثير من برامج التلفزيون. في لبنان (وأيضا في المنطقة العربية) تحدث الضجة لأن حركة الانتاج جاءت دفعة واحدة، ومن هنا، رأينا العديد من نجوم الفن والغناء يشاركون في هذه الانتاجات، إما كضيوف وإما كأعضاء في لجان التحكيم، وأيضا، إما كمشاركين في البرامج المذكورة.
■ ذكرت اكثر من مرة عبارة “النجوم” في حوارك، عندما كنت تقصدين بعض الفنانين والفنانات. فهل في رأيك ما زلنا نستطيع الحديث عن “نجومية” اليوم؟
– نستطيع، اذا ما اخذنا بالاعتبار ان “النجومية” اصبحت ظرفية ومحدودة ولها فترة صلاحية قصيرة الامد. إلا أنها موجودة، رغم أن عمر الاغنية، التي هي اساس “النجومية” بالنسبة الى المغني او المغنية، اصبح قصيرا جدا، لا سيما اذا حصينا عدد الاغنيات التي تصدر في كل يوم، وكذلك عدد الاصوات الغنائية التي تتنافس على الساحة؟!
■ “ميكايللا” الآتية من المعاهد الموسيقية، والمثقفة فنيا. هل تعتقد بإمكانية تسمية “نجوم” قد تذكرهم السنوات القادمة، بمثل ما نذكر اليوم اسماء فيروز وصباح ونجاح سلام ونور الهدى وسعاد محمد وسميرة توفيق وهيام يونس وسواهن، أو الاخوين الرحباني وفيلمون وهبي وزكي ناصيف ووديع الصافي والياس الرحباني ونصري شمس الدين… الخ؟
– من الصعب التسمية، لأن نجومية كل “نجم” لها زمانها ومكانها وعمرها، لا سيما وان الامر مرتبط بالاغنية، وبتراكم العطاء الجيد. ما استطيع تأكيده هو ان “اللحن” و”الكلام” باتا مستهلكين بشكل واضح، وفي ظل “محدودية” عمر الاغنية، تحول “التحدي” بين الموجودين على الساحة، الى “صراع”، والازمة الكبيرة تكمن في ايجاد اغنية تعيش لأطول زمن ممكن. عن نفسي، وبكل تواضع، اقول انني اسعى الى تقديم هذه النوعية من الاغنيات.
■ الملاحظ كذلك، ان بعض مؤلفي الاغاني، جنحوا الى “مفردات” نافرة وربما تسيء الى الذوق العام، باعتقاد منهم بأن مثل هذه “المفردات” تدعم حضور الاغنية؟ فهل انت مع هذا التوجه، وهل يمكن ان تغني مثل هذه “المفردات”؟
– انا ارى ان حدود الجرأة لا تكمن في اختيار مفردات منفرة كتلك التي تعنيها، وإنما في احترام الحد الادنى من ذوق الناس ومشاعرهم، حيث علينا ان لا ننسى ان هناك من “يتذوق” مثل هذه الاغاني، وإلا لما وجدت الرواج؟! اما بالنسبة اليّ فالجرأة في الكلمة تنتهي عند حدود ملاءمتها لشخصيتي الفنية والادبية والاخلاقية، ومدى تقبلي لها، فكل اغنية، في رأيي، تشبه مؤلفها أولاً، وملحنها ثانيا، ومؤديها اخيرا، كما تشبه ايضا جمهورها. انا اؤمن بأن المواضيع التي تختار تحويلها الى اغنيات، يجب ان تعبر عن شخصيتنا وعن ذاتنا، لأن الفن مرآة الفنان من جهة، وانعكاس لجمهوره من جهة ثانية.
■ تفسيرك يدفعني الى سؤالك عن عنوان اغنيتك الاخيرة “شاكو ماكو”؟
– انا اخترت هذا العنوان لأنني اسافر كثيرا الى “اربيل”، وهذه العبارة تتردد كثيرا هناك، وتعني “شوفي ما في”؟ او بمعنى آخر: ما جديدك؟
■ سننتقل للحديث عن مشاركتك في برنامج “الرقص مع النجوم” ونسألك اولا ان كانت مشاركتك هذه خياراً صحيحاً؟
– لقد ذكرت لك في بداية الحوار بأنني فنانة استعراضية. والاستعراض يعني الرقص المصاحب للغناء. بالتالي، فإن حضوري في “الرقص مع النجوم” ليس تعديا على شكل فني، وإنما هو حضور في صلب اهتمامي المهني.
وتتابع “ميكاييلا”: لن اكون صادقة معك او مع جمهوري او حتى مع نفسي ان انكرت طموحي الكبير بالعمل السينمائي، وكنجمة استعراضية، وهذا الطموح يتطلب كذلك معرفتي بمختلف انواع الرقص الغربي الذي ربما سأحتاجه في اي من الادوار التي قد تسند اليّ. لذا، اعتبر ان مشاركتي في “الرقص مع النجوم” كانت اكثر من ايجابية، بل ضرورية.
■ خروجك المبكر من المنافسات، كيف تفسرينها؟
– بكل بساطة، اراها نتيجة لاجتهاد الزميلات المتسابقات. كن الافضل بحسب رأي لجنة التحكيم، ما ادى الى خروجي من المنافسة؟
■ البعض فسر هذا الخروج بشكل مختلف، لا سيما وان تصويت الجمهور هو الذي ابعدك وأعطى فرصة الاستمرار لفريق الخصم الذي يضم الممثل الكوميدي شادي مارون. فهل تعتقدين ان جمهورك اقل من جمهور زميلك، ام ان معجبيك تقاعسوا عن دعمك؟
– بداية، عليّ أن أعترف بأن عمري الفني اقل بكثير من عمر الزميل شادي مارون، وهو الممثل الكوميدي المعروف تلفزيونيا، ومن خلال مسرح “الشانسونيه” الذي يداوم على تقديم فنه من خلاله. ومهما كانت الاسباب او التبريرات، فأنا ارتضيت النتيجة، وأعتبر نفسي مستفيدة جدا من التجربة.
■ ما مدى طموح “ميكايللا” الفني؟
– طموحي هو الوصول الى حيث لم اصل بعد. لا أعرف بعد اين، لكن سأظل مستمرة الى حين تحقيق كل الاهداف، وأولها، العمل الاستعراضي السينمائي.
■ والاماني؟ ماذا عنها؟
– ابرز الاماني التي اطمح رؤيتها على ارض الواقع، هي ان ينجح الفن في جمع الناس، بعد ان فرقتهم السياسة، لا سيما واننا في مجتمع “مسيس”، بما فيه العمل الفني.
وتكشف “ميكايللا” عن سر للمرة الاولى. تقول:
– منذ واقعة 7 ايار (مايو)، سارعت الى الغاء كل القنوات الارضية من جهازي التلفزيوني، وأبقيت فقط على الفضائيات، رغم ان هذا الالغاء، يحرمني من مشاهدة الحلقات المصورة التي اشارك فيها، ولا بأس، فذلك افضل بكثير من الاخبار السوداء القاتمة والمحزنة التي تسيطر على محطاتنا التلفزيونية.
■ كلمة اخيرة؟
– اتوجه بها الى كل اهل الفن في لبنان، وأدعوهم من خلالها الى نشر الوئام والمحبة والدعوى الى الوفاق، وهذه في رأيي اولى واجبات الفن وأبرز دور على الفنان ان يؤديه.