“سكورسيزي “يبحث” عن الله بـ”صمت

للمرة الرابعة، طوال ما يُقارب ربع القرن، يعلن المخرج مارتن سكورسيزي رغبته في تحويل رواية «صمت»، للكاتب الياباني «شو ساكو إندو»، إلى فيلم سينمائي، ليكون عَمله المقبل. الأمر لا يتعلَّق فَقَط بالقيمة الأدبية والدرامية الرَّفيعة للرواية، بقدر ما تتماشى به مع هواجس سكورسيزي ومخاوفه وأفكاره وبحثه الدائم عن راحة روحه.

لا يَعلم الكثيرون أن سكورسيزي خاض تجربة محاولة انتحار عام 1978، السبب الظاهري لها كان فشل فيلمه “نيويورك نيويورك” الذي أنتج قبلها بعام، ولكن السبب الأهم والأكبر كان ما وصفه لاحقاً بـ«خوائه الروحي» و«أن يمر عليك ذلك الوقت، وتَشعر بذلك الأمر، لا ترى الله أو تجد أي مَعنى لما تفعله، أو للعالم ككل». حينها، جاء إليه روبرت دي نيرو في المستشفى، معه نسخة من السيرة الذاتية للمُلاكم «جيك لاموتا»، قائلا له «هيا بنا نفعلها».

فيلم «الثور الهائج – Raging Bull» عام 1980 كان انعتاقاً عظيماً لروح الرجل، أخرج به جانباً كبيراً من عقده وطاقة الغضب التي تملؤه، ليستطيع استكشاف نفسه بصورة أفضل، وأن يسأل، ويبدأ في البحث عن الله.

ما تحقق بعدها بثماني سنوات هو إنجاز سكورسيزي لملحمته «الإغواء الأخير للمسيح – The Last Temptation of the C

سكورسيزي

سكورسيزي

hrist»، عن رواية اليوناني الكبير نيكوس كازانتزاكيس، مقدماً فيها صورة بشرية صادمة للمسيح وسيرته، تُطلق العنان لكل الهواجس والأفكار الملتبسة حول الدين وحول الله.

وقتها، كان من المفترض أن تكون رواية «صمت» هي العمل التالي لسكورسيزي، ويكمل بها أسئلته وأفكاره، لكن العاصفة الهجومية التي استقبل بها فيلمه من قبل الكنيسة والجماهير المُتديّنة بشكل عام دَفعت شركات الإنتاج إلى العزوف عن إنتاج فيلمه هذا، لتصبح الرواية هي الحُلم الضال الذي لاحقه سكورسيزي طوال 25عاماً.

شو ساكو إندو شارك سكورسيزي الكثير من أسئلته ومُحاولته للبحث، في الرواية التي كتبها عام 1966، وتعد من أهم مُنجزات الأدب الياباني في القرن العشرين، وتتناول قصة ارتداد مُبشر برتغالي عن المسيحية بعد قدومه إلى اليابان في عصورِ الاضطهاد الوسطى، مُنضماً إلى الديانة البوذية، ما يدفع الكنيسة الأم إلى إرسال ثلاثة رُهبان من تلامذته إلى البلاد الآسيوية البعيدة، من أجل التأكد من الخبر ومعرفة أسبابه، ومحاولة إقناع المُبشّر بالعودة.

تِلك الرحلة ستحمل الكثير من المخاطر للرهبان، ليس فقط لمطاردة اليابانيين لهم في وقت كراهية للمسيحيين والكاثوليكية، ولكن الأهم أنهم سيواجهون أسئلة كبرى روحية وعقائدية، يحاولون التوصل إلى إجاباتها، تماماً كما يفعل إندو وسكورسيزي.

إذن، لدى سكورسيزي سببان كبيران للافتتان بتلك الرواية ومُطاردتها طوال عقدين ونصف. الأول يتعلق بأن تلك هي أسئلته وهواجسه هو نفسه، وكما حرره «الثور الهائج» قبل عقود من غضبه، فإن عملاً سينمائياً آخر قد يصل به إلى بعض السكون يُمكنه أن يجد الله هُناك، في اليابان، وأثناء صناعة هذا الفيلم تحديداً.  والثاني هو أن تلك هي نوعية القصص التي يفضلها الرجل دوماً، الأشخاص الذين يتعرضون لضغوط نفسية أو جسدية، يبحثون عن أنفسهم، ويتغيرون كثيراً أثناء خوضهم «الرحلة»، وهي ميزة موجودة في «لاموتا» و«ترافيس بيكل» و«هنري هيل» و«بيلي كوستيجان» و«هوارد هيوز» وكل الشخصيات في أفلام سكورسيزي الكبرى بلا استثناء.

لقد أراد أن ينفذ الفيلم عام 1989، ثم مرة أخرى بعد حصوله على الأوسكار عام 2006، ومرةً ثالثة عام 2010، لكن مشاكل وضغوطات وأعمال أخرى كانت تبعده عن تحقيق حلمه … «الصمت»، الذي يتوقع أن يصدره سكورسيزي في 2014 أو 2015 على الأكثر.

قهوجيات: ساعات

أفادت احدى الصحف البريطانية بأن الملكة اليزابيت الثانية تبحث عن «ساعاتي» للعناية بأكثر من ساعة ملكية من ساعات الحائط والمكاتب والجيب واليد… وقالت الصحيفة إن صاحبة الجلالة ترغب بتعيين ساعاتي محترف لمراقبة وضبط واصلاح وتنظيف وتلميع كل الساعات في مقرّها الملكي بقصر «باكنغهام» بلندن وفي قصورها الاخرى، وجعلها «تُتَكْتِكْ» على مدار الساعة من دون انقطاع، الى جانب المبادرة بتقديم دورة عقارب كل ساعة او تأخيرها بحسب التوقيت الشتوي والصيفي مرتين في السنة.

واشترط هذا الاعلان الملكي على المتقدمين التمتع بالكفاءة اللازمة لإصلاح آلات قياس الضغط الجوي وموازين الحرارة، وحتى الساعات الشمسية والرملية، والعمل 37 ساعة في الاسبوع مقابل راتب سنوي مقداره 37 ألف جنيه استرليني.

يقال إن الانسان خلال مسار حياته ينافس الوقت او يسابق الزمن، وذلك بسبب أن العمر محدود، والزمن لا يتوقف، فكلما زادت السرعة قلّ الزمن. لكأنّ الملكة «إليزابيت» أرادت أن تختزل من خلال عديد وتنوّع ساعاتها كل رموز ودلالات الوقت، كأنها بهذا العدد الكبير تود وتأمل تخزين الزمن واكتنازه ليطول العمر!!

وبالتأكيد فإن صاحبة الجلالة لا تعلم بأن «يوم الساعة» في اللغة العربية يعني يوم القيامة، ولا يوجد «يوم الساعات»! إنها ساعة واحدة فقط، لذلك فإن كثرة الساعات لإثبات نظرية الحفاظ على الوقت، هي في حدّ ذاتها «مَضْيَعَة» للوقت!! وتتعادل في الاشارة الى الوقت ساعة يد صغيرة مع ساعة «بيغ بن» الكبيرة!

ان الاحساس بقيمة الوقت يشكِّل مرتبة عالية من مراتب الوعي وتحمُّل المسؤولية المرتبطة وثيقاً بجودة الانجاز وايجابياته في كل مناحي الحياة، وعلى جميع الاصعدة والاختصاصات. والساعة في حدّ ذاتها هي أداة «تذكير» بالوقت وبقيمته، وان امتلاك ساعة ثمينة بآلاف الدولارات، لا يعني أن مالكها يقدِّر قيمة الوقت وأن وقته «ثمين»! فغالبية الناس «الجدّيين» على صعيد الانتاج والانجاز يحملون ساعات عادية جداً ومستوردة من «تايوان».

وبما أن الشيء بالشيء يذكر، فإنني أعرف «ساعاتياً» يبيع ويصلّح الساعات، لم يكن يوماً صادقاً في مواعيده مع أي زبون، ولا احترام، أو قيمة للوقت في قاموسه على الاطلاق.

وَحَدَثَ مرّة أن كنّا – مجموعة من الفنَّانين والكتّاب – في ضيافة أحد محدثي الثقافة والنعمة! بهدف البحث في تشكيل منتدى يتعاطى شؤون الآداب والفنون والثقافة عموماً، على أساس أن يكون هذا «المضياف» هو المموِّل للمشروع الذي يتيح لنا استضافة مبدعين من أشقائنا العرب…

حَضَرَ أخونا – ونحن في انتظاره في دارته الفخمة – متأخراً أكثر من ساعتين عن موعده معنا أمضيناها من دونه بالاحاديث العامة المخلوطة بالطرائف والنوادر.

ثم دخل علينا هاشّاً باشّاً من دون اي اعتذار، ثم بادر فوراً الى تكريمنا – ربما لإسكات تعليقاتنا فيما بعد – فأهدى كلاً منّا ساعة يد ثمينة!!

عند خروجنا من قصره علّقت على موضوع الهدية فقلت للزملاء: لأول مرة في حياتي أرى أحداً يقوم بإهداء ساعات، ولا قيمة او احترام للوقت عنده!!!

غازي قهوجي

E-Mail: kahwaji.ghazi@yahoo.com

هيام كامل عراب: الغوص والتحليق بالشعر معاً

غادة علي كلش

تنتمي الشاعرة الليبية الشابة هيام كامل عراب، الى بيئة ثقافية وأدبية زاخرة بالعلم والأفق الرؤيوي، والحس الشاعري الشفاف. ديوانها الجديد “قبل أن تغادر” يعكس ألقَ المفردة والصورة والوجدان من جهة، ويعزز جمالية اللغة والعاطفة والتميز من جهة ثانية. حول مجموعتها الاخيرة، وهواجسها الابداعية، وكذلك هواجس الوطن، كان لنا مع هيام عراب الحوار الآتي:

■ لمفرداتك وصورك الشعرية التي يتغنى بها ديوانك الجديد، مزيج تعبيري يجري في نبض القارىء مجرى الخَدر في الدم. ما سر هذا المزيج؟ إلام تردّين قطافه؟ الجينات، البيئة، الفطرة، أم ماذا؟

– اعتقد بأن الفطرة التي ولد على سجيتها اول نص شعري حراً طليقاً سابحاً في مدارات الكلام، هي مادعتني في كل مرة لمواصلة الغوص في هذا السحر المغمس بنشوة التحليق دون تكلف، أما جيناتي الوراثية المأخوذة من والدي وعائلتي وبيئتي الثقافية الى حد ما كانت هذه هي الدعامة التي ساندت الملكة الربانية منذ إنبثاقها الأول، فلولا هذا الخليط ما كنت لأعبر ضفاف النص إلى عالم عشقت فيه مزج الإحساس بشهوة اللغة لأتمكن من الوصول الى قلب القارئ.

■ توزعين اللغة الحسية والفنية في قصائدك، كما يوزع الفنان لوحاته الأجمل على جدران المتاحف. ونجد في شعرك تطعيمات خاطفة من الرويّ الإنساني الشفيف. هل هذا ما يميز أسلوب هيام؟

– لأن تكتب لايكفي ان تجيد الإبحار في غور اللغة وان تتحصن بمفرداتها دون ان تحقن الكلمة بشريان نبضك مباشرةً، ولحضور النص على الورق قدسية ستفرض نفسها على قلمك، كما يفرغ الناي شجونه بفم العازف، سينسدل الحرف ليرسم لك صوراً وكما اللوحة بيد الرسام لن تدرك معها اصابع يدك متى كانت البداية وإلى اين سيكون المنتهى . حينها ستكون أنت المفعول به ولنبضك فعل الفاعل وللحرف المبتدأ والخبر.

■ عندك مهارة فائقة في اصطياد اللقى من مسرى الحياة، ومن مكنون الذات، ومن لؤلؤة اللغة. هل انت من اللواتي يسعيْن لإختراق المصاف الراقية للشعر العربي المعاصر؟

– اسعى للوصول الى المتلقي بالدرجة الاولى والولوج الى ما يود البوح به وإلتقاط الكلمات من جوفه ولأن امتلك القدرة على أن يعكس نصي مايعاصر قضايا هذا الجيل بأدواته الزمنية والشكلية، وليكتمل هذا النص وينصاع لمتطلبات هذا العصر يلزم ان يتوافر فيه التواصل بيني وبين القاريء، فاسمى التعليقات تلك التي تصلني من قراء مروا بالنص فاستوقفهم لمرات عدة وكلما قرأوه احسوا بنشوة المرة الأولى، في بدايتي كنت لا اتطلع للشعر كغاية اسعى الوصول الى قمة هرمها وكنت اهتم بأن يُعتق الحس الشعري بداخل بوتقة النص ليتخد من جمالية الحرف منبراً للبوح، ومن بعد عبوري لهذا العالم أيقنت بأن للكلمة صدى لايمكنك معه إلا الإستسلام لمساره هي من عليها أن تعبر بي لإختراق مصاف الشعر العربي المعاصر إن ارادت منحي ذلك لأتفوق على نفسي واعبّر عنها.

هيام كامل عراب

هيام كامل عراب

■ كيف تتطلعين إلى حاضر تجربتك الشعرية ومستقبلها؟

– حقيقة انطلاق ديواني الأول ” قبل ان تغادر” عن منشورات مومنت، كان له صدى اكبر من رؤيا حلمي له في طور تكوينه، منذ انطلاقته في لندن كانت الوجهة صائبة في اختيارها، فقد فُتحَ الأفق لإنتشاره من خلال نزوله على مواقع لها مكانة عالمية في تسويق الكتب بصورة عامة (كأمازون وقوقل بوكس )، ولاقى رواجاً لم اتوقع حجمه، وفتح أمامي افاق أخرى لكتب جديدة في صدد التحضير لها، بالوقت الحالي اتطلع الى أن اتمكن من التعريف بشعري لأنقل ابداعي لينفتح على المشهد الأدبي العربي بغية تسليط الضوء على الأسماء الليبية الشابة التي كانت مغيبة عن المشهد الثقافي طيلة الحقبة الماضية من الإنغلاق.

■ كيف ترين هموم الشباب الليبي في هذا المفصل التاريخي المصيري، الذي تشهده ليبيا؟

– كغيري من الشباب له العديد من الخطط المستقبلية بجوار القدرة على التميز نسعى الى استغلال مواهبنا ونرغب بتوفير البيئة الحاضنة لشتى مجالات التميز فينا لتفريغها والوصول بها الى ابعد مدى قد يتاح لنا لإبراز هذا الإبداع، وقد تجلت هذه الطاقة الشبابية في أروع صورها في بداية هذا التغيير الجذري وتنوعت الكتب والصحف وفتح باب السلطة الرابعة على مصرعيه أملاً في اجتياز كل ما كان يفرض على فئة الشباب من ضغوطات كفيلة بتكبيل الطموح فيهم، من حجب وتقييد وطمس للروح وقتل الإبداع في مهده والإبتعاد عن صقل المواهب بالدعم المادي والمعنوي والإتجاه بها الى نحو التميز، كنا وقد انزاح هذا السيف المسلط على رقابنا نمنع من انفتاحنا على الآخر وتحجب العديد من الحريات ويضيق الخناق على كل ما يرد إلينا من إصدارات ادبية وثقافية عربية كانت ام اجنبية بعقلية الإنزواء بمنأى عن الآخر بالقمع والتقييد، وفي الأدب والثقافة بشكل خاص لازالت تنقصنا البيئة الحاضنة لهذا المجال الخصب والذهاب بمحدودية المشاركة للإنبلاج في معترك النشاطات والمعارض العربية الأخرى لجذب الضوء واختطافه للحاق بركب المتغيرات الحاصلة على المشهد الثقافي ككل.

■ منْ هي هيام كامل عراب؟ وما هي نتاجاتها الأدبية حتى اليوم؟

– لا تتساءل كثيراً

فأنا يا سيدي

مفتوحة كدفتر

مقروءة كلحن فيروزي

في صباح يوم ممطر

منثورة كزهر الياسمين

أفترش مدائن الحزن

وأرتدي صقيع الحنين

***

أنا ياسيدي

كي لا يأسرك التفكير طويلاً

ككوب من الماء يشقه

الإنكسار إلى نصفين

نصف يبحث عن ذاته

ونصف يغوص في إنكارها.

بكل الحروف التي كتبت عجزت عن البوح بها، والوقوف امامها لايصمد لأكثر من لحظات لا تفي بالحديث عنها، واصعب النصوص تلك التي حاولت مراراً ان اكتبها فيها ولم أفلح.

هيام كامل عراب

شاعرة من ليبيا، من مواليد مدينة طرابلس 16 تموز (يوليو) العام 1982. حاصلة على بكالوريوس في برمجة الحاسب الآلي… تنشر نصوصها في العديد من الصحف والمجلات الليبية والعربية، صدرت لها مجموعة شعرية بعنوان “قبل إن تغادر ” عن منشورات مومنت لندن 2012، ولها تحت الطبع كتاب سيصدر قريباً بدمشق بعنوان “قناديل” مشترك مع شعراء عرب ومخطوط لمجموعة شعرية بعنوان “يحدث”. في صدد ادراجها بالموسوعة الشعرية الكبرى للشعراء العرب الجزء الثالت.

رمضان 2013 : الدراما صائمة

 كتب عبد الرحمن سلام

منذ نشوب ثورة 25 يناير المصرية، والوسط الفني متأثرا بالاحداث السياسية والامنية المتعاقبة، والتي انعكست سلبا على الواقع الاقتصادي في مصر، حيث بات عدد كبير من نجوم الفن يعانون البطالة، في ظل توقف الكثير من الانتاجات، وتراجع عدد من صناع الدراما عن حماستهم المعهودة، خصوصا في الاشهر التي تسبق حلول شهر رمضان، عن خوض غمار الانتاج وحجز الامكنة على الشاشات.

حالة الاحباط، طاولت الاسماء الكبيرة، مثل نادية الجندي، على سبيل المثال، التي اعلنت عن شعورها بـ”حالة من الحزن” بعد تعثرها في ايجاد منتج لمسلسل جاهز لديها بعنوان “الحب والسلاح”، بعد أن ظلت تحضّر له على مدى عامين، حتى انها اضطرت الى العودة والتعاون مع زوجها الاسبق، المنتج محمد مختار ليتولى انتاج المسلسل المذكور، ويقطع حالة العزلة التي تعيشها “نجمة الجماهير”، منذ آخر مسلسلاتها “ملكة في المنفى”.

وبالاستناد الى اقوال بعض المقربين من الممثلة نادية الجندي، فهي قامت برحلة الى بعض الدول الخليجية، بحثا عن منتج يشارك في انتاج مسلسلها إلا أن الرحلة لم تسفر عن اي نتائج ايجابية، ولم تجد من يتحمس لأهدافها، ولذلك، يضيف هؤلاء، ان نادية الجندي قررت تأجيل مسلسلها (للعام الثاني على التوالي).

يذكر أن “الحب والسلاح” من تأليف الكاتب الصحفي المعروف عادل حمودة، سيناريو وحوار الكاتبة راوية راشد، وتدور احداثه حول تجارة السلاح وتهريبه.

وفي القائمة ذاتها، يبرز اسم الفنانة سهير رمزي التي اعلنت مرات عدة عن عودتها الى الدراما التلفزيونية، من خلال مسلسل اجتماعي. ورغم تسلمها اكثر  من سيناريو، واختيارها لواحد وجدت فيه ما يناسب عودتها (وهي المحجبة)، إلا أن المشروع سرعان ما توقف بسبب الازمات الاقتصادية، وعجز المنتجين عن تأمين السيولة المطلوبة بعيدا عن شريك او اكثر، قد يكون شركة انتاج، او قناة تلفزيونية، حيث الجميع “ينتظر” ما سيستجد على الساحة الفنية ـ الامنية في مصر.

والفنانة سهير رمزي كانت قد غابت عن الدراما التلفزيونية لفترة طويلة جدا قضتها في الاعتزال، ثم قررت العودة بعد سبع سنين بمسلسل حمل عنوان “حبيب الروح”، توقع لها الكثيرون من بعده، ان تفتح الستوديوات الابواب مجددا لاستقبالها، لكن الرياح اتت على عكس ما تمنت سهير رمزي التي لا تزال تبحث عن فرصة عمل جديدة.

من جهتها، فقد اعلنت الفنانة سميرة احمد، انها، وبرغم اتفاقها مع المنتج صفوت غطاس، لتخوض السباق في العام 2013، من خلال مسلسل “قلب ام” (كان مفترضا ان تتعاون فيه مع نجوم تمثيل من تركيا) بعدما تم تأجيل مسلسلها “ماما في البرلمان”، فها هي تصرّح ان المشروع توقف تماما، وانها مضطرة لتأجيل مشروعها التلفزيوني، والخروج بالتالي من السباق التلفزيوني الرمضاني في العام 2013.

اما النجم يحيى الفخراني، الذي يعتبره اهل الدراما التلفزيونية ضيفا اساسيا على الشاشات في شهر رمضان، ونجما رابحا في الدراما التلفزيونية الرمضانية، فهو سيكون مجرد “مشاهد وليس مشارك”، رغم كل النجاحات الكبيرة التي تحققت له، ولأعماله التلفزيونية، في السنوات الخمس الاخيرة. فهذا النجم، وحتى تاريخه، لم يعثر بعد على اي فرصة لتقديم عمل في السباق الرمضاني الدرامي المقبل، ولذا، بحسب قوله في حوار له مع برنامج “بالالوان الطبيعية” على شاشة CBC المصرية، اصبح  منشغلا فقط “بمتابعة احوال السياسة والاوضاع التي تمر بها البلاد، ومناقشة زوجته الدكتورة لميس جابر ـ مع تحفظه في المشاركة بهذه المناقشات بالشكل العلني ـ

الفنان النجم نور الشريف، لم يخف قلقه من الاوضاع التي تعيشها مصر والوطن العربي، وانعكاسها على الواقع الفني بأشكالها المختلفة.

وفي تصريحات اطلقها علنا خلال تكريمه اخيرا في احتفالية “جمعية اصدقاء نجوم الفن”، معقبا على الاجواء التي سادت الاحتفال، حيث ذكر “ان مصر اصبحت بلدا من دون اساتذة” وان اميركا تقود شعوب المنطقة بتيار “اعلامي”، مضيفا بأنه مرعوب جدا من كل ما يجري في مصر وبلدان الجوار.

نور الشريف، لم يستقر بعد على مشروع تلفزيوني جديد لرمضان المقبل، وهو ما فسره صناع الدراما والنقاد، عجزا عن انتاج اي فكرة جديدة، رابطين بين موقف نور الشريف المستجد، ووجوده بشكل شبه دائم في قاعات المعارض وبقية المواقع الخاصة بالفن التشكيلي، منذ عرض آخر مسلسل لعب بطولته في رمضان 2012 المنصرم، وكان بعنوان “عرفه البحر”.

النجم الممثل هشام سليم، اعلن صراحة عن معاناته من البطالة الفنية، حيث اعلن في حوار له مع مجلة “روز اليوسف” القاهرية: مرت خمس سنوات من عمري، من دون عمل تلفزيوني، وسبع سنين مستبعدا من السينما، والوسط الفني حاليا، للأسف، مملوءا بالامور التي يصعب تحملها.

ويضيف هشام سليم: ولأنني ارفض ان انتظر توقف وتعطل التصوير لساعات او لأيام وأحيانا لأسابيع، وافقت ان اخوض تجربة تقديم برنامج “حوار القاهرة” على “سكاي نيوز عربية”.

هل انتهت القائمة هنا؟

بالتأكيد لا. و”طابور البطالة” يضم اسماء فنية كبيرة اخرى، مثل نيللي طاهر، لقاء سويدان، مصطفى فهمي، هالة صدقي (تحولت اخيرا الى تقديم البرامج التلفزيونية)، والنجمة الهام شاهين، ولهذه النجمة تجربة تخوضها حاليا، حيث ذكرت “ان ضيق الوقت سيمنعها من تقديم مسلسل مكتمل  الحلقات (30 حلقة)، ولذا وافقت على التعاقد مع انتاج تلفزيوني يتكوّن من (15) حلقة، في ظل تأزم حالة الانتاج الدرامي، وتراجع حجم الانتاج.

وتنهي الهام شاهين بقولها، انها جربت مثل هذا الانتاج في السابق، من خلال مسلسلين، كل واحد تألف من (15 حلقة): “امرأة في ورطة” و”نعم… ما زلت آنسة”.

ورغم اعلان الهام شاهين عن رغبتها بانتاج “نصف مسلسل”، إلا أنها ما زالت تبحث عن السيناريو المناسب، وتفاضل راهنا بين اثنين، الاول بعنوان “كلمني عن بكره” من تأليف عبد الحميد ابو زيد، والثاني بعنوان “فريدة” من تأليف ابراهيم حامد.

اما مسلسلها المكتمل الحلقات “ايا منا الحلوة” فيستمر، حتى موعد غير معروف، حبيس الادراج، بعدما اصبح من المؤكد استبعاده عن خريطة عروض شهر رمضان 2013.

النجمة التونسية “درة” التي انتقلت الى مصاف ممثلات ادوار البطولة بسرعة الصاروخ، تعيش بدورها حالة من اليأس الممزوج بالحزن، بعدما تبلغت تأجيل مشروع مسلسل “عصر الحريم” والذي كان مقررا ان تلعب بطولته، بعد أن فرضت الظروف المرتبكة التي يشهدها سوق الانتاج في مصر. فمنتج المسلسل هشام شعبان، صاحب التجربة الكبيرة في عالم الانتاج الدرامي التلفزيوني، اوضح، بحسب موقع “بوابة الاهرام”، انه سيكتفي في العام 2013، باستكمال مسلسل “الصقر شاهين” الذي تأجل استمرار تصويره، وبالتالي عرضه، من العام 2012، خصوصا وان هذا الانتاج وجد، بعد صعوبات غير مجهولة، القناة التلفزيونية التي تتبنى عرضه على شاشتها (تلفزيون الحياة المصري)، منهيا بأن الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي الراهن في مصر ومعظم دول الجوار العربي، لا يسمح بخوض اي “مغامرة انتاجية جديدة”.

وعن مسلسل “الصقر شاهين”، فهو من تأليف اسلام يوسف، ومن اخراج عبد العزيز حشاد، ومن بطولة النجم السوري تيم حسن ورانيا فريد شوقي وأحمد زاهر وسوسن بدر شيرين عادل وأحمد راتب وطارق عبد العزيز وحسام شعبان وأحمد خليل.

وتبقى على لائحة “طابور البطالة” الكثير من اسماء نجوم الصف الاول، ابرزها اسم “نجمة مصر” الممثلة نبيلة عبيد، وزميلتها النجمة الاكثر حضورا على الشاشتين السينمائية والتلفزيونية، في السنوات الـ20 الاخيرة، وخصوصا في المواسم الرمضانية، يسرا.

يسرا، بحسب ما تعلن وتؤكد انها تستعد للبدء بتصوير مسلسلها الجديد “انهم لا يأكلون الخرشوف” والمقرر ـ دائما بحسب يسرا ـ عرضه في شهر رمضان 2013.

والممثلة يسرا صادقة في تأكيدها، لكن ما يتردد في كواليس انتاج المسلسل المذكور، ينفي الموعد المحدد، معتبرا ان المستجدات على ارض الواقع، هي التي تقرر موعد بدء التصوير، وبالتالي زمان العرض، وان ما يحدث على ارض الواقع، منذ اشهر، لا ينبئ بانفراج قريب، ولا بامكانية تحقق رغبة النجمة يسرا، فالعمل الدرامي، من الناحية الانتاجية، لا يكتمل بالتمنيات ولا بالرغبة الصادقة، وإنما بتوافر الظروف الامنية، وهذا غير متوافر راهنا.

أما بالعودة الى الممثلة نبيلة عبيد، فهي مكتفية بمراقبة الاوضاع، رافضة الارتباط بأي عقد جديد، ما لم يحمل في بنوده شروطا يجنبها السقوط في فخ تجربة مسلسل “كيد النسا” (الجزء الثاني).

وتعلن النجمة نبيلة عبيد: صحيح ان مسلسل “كيد النسا ـ2” حقق نجاحا جماهيريا، لكنه في المقابل، استجلب لي الكثير من اللوم من نقاد اعتز في رأيهم، وهؤلاء اعلنوا ان تجاربي السينمائية على مدى اكثر من اربعين عاما تأبى عليّ اعادة اي  تجربة مع الدراما التلفزيونية، اذا لم تبنَ على اسس سليمة، وتبتعد عن تجربتي في “كيد النسا ـ2”.

وإضافة الى كل ما تقدم، يتوجب طرح سؤال ان كان ابتعاد نجوم الدراما في مصر عن الستوديوات سببه انتاجي فقط؟ وما دور “قوائم الاغتيالات” التي انتشرت في الايام الاخيرة، في تفعيل هذا الابتعاد؟ ومن هي الاسماء التي تضمنتها لوائح الاغتيالات هذه؟

على رأس هذه القوائم، ورد اسم الفنان “المعتزل ـ العائد” حسن يوسف، وقد تلقى تهديدا مباشرا بالقتل من مجهولين، اكدوا له عبر اكثر من رسالة SMS ان تحركاته مع اسرته مرصودة، كما اختصوا ابنته بالتهديد، وطالبوه بالتزام بيته وعدم الحديث عن تفاصيل ماضيه الفني وعن زوجته الممثلة المعتزلة والمنقبة شمس البارودي، وقد سارع حسن يوسف الى تحرير محضر في النيابة العامة طالب فيه بتتبع الجناة، حماية له  ولأسرته، مرجحا اسباب تهديده، ما تردد عن اعترافه بتقديم عمل فني عن سيرة رئيس الجمهورية الحالي في مصر محمد مرسي، بعنوان “حارس الرئيس”، اضافة الى عمل درامي آخر عن الزعيم الروحي لحركة “حماس” الراحل الشيخ احمد ياسين.

وبدورها، حررت الممثلة ـ المنتجة ماجدة الصباحي بلاغا، على اثر تلقيها اكثر من رسالة تهديد بالقتل، عبر هاتفها الجوال، معلنة ان المرسل يتابعها ويرصد كل تحركاتها.

وأضافت ماجدة الصباحي ان ما ضاعف من رعبها، قيام عدد من الملتحين بمحاولة تهشيم تمثالها القائم عند “مجمع السينمات” الذي يحمل اسمها في مدينة السادس من اكتوبر، قبل تلقيها رسالة تهديدها بالقتل بقليل.

اما الفنانة علا غانم، فقد قررت القيام بإجراءات هجرة لبناتها الى الولايات المتحدة الاميركية، وقد غادرن مصر بالفعل، عقب تلقيها رسائل تهديد، وانها حررت محاضرا، لكن الانفلات الامني جعلها تشعر بالهلع والخوف.

الجدير بالذكر، ان النجم عادل امام واجه الامر ذاته لمرات عدة، وهو يستعين بحراسة خاصة، اضافة الى حراسة امنية رسمية مخصصة لحمايته وعائلته منذ سنوات.

ويبقى في نهاية المطاف، ان اعدادا كبيرة من نجوم التمثيل والغناء، ضاعفوا اعداد حراسهم في الفترة الاخيرة، خصوصا بعدما حدث في كثير من مواقع التصوير، من اعتداء على الممثلين وإلحاق الاضرار بالمعدات؟!

وهكذا… اجتمعت الاسباب المختلفة لابعاد نجوم الدراما المصرية عن مواقع عملهم، بحيث سيكونون في رمضان 2013، إما على “دكة الاحتياط” وإما في “طابور البطالة”؟!

سيرين عبد النور:أخشى على الفن في مصر

حوار:

سيرين عبد النور

سيرين عبد النور

عبد الرحمن سلام

لم تعتمد سيرين عبد النور على جمالها فقط للوصول إلى النجومية.  فعارضة الأزياء سرعان ما غادرت منصة عروض الأزياء لتخطو خطواتها الأولى نحو الشهرة على السجاد الأحمر وتجذب الأضواء في عالم الفن والتمثيل والغناء.  ما جديد سيرين وهي التي تم اختيارها بين “النساء المئة الأكثر قوة في العالم العربي”.

قلت لها ممازحاً: يردد الكثيرون انك “من رواد” عمليات التجميل؟ فما حقيقة هذا القول، وهل سبق وأجريت عملية تجميل ما؟

ضحكت قبل أن تجيب وبحزم: أقسم بأنني لم أخضع (بعد) لأي عملية تجميل، فأنا راضية جدا عن شكلي الطبيعي، ولن اعبث بجمالي الرباني طالما انني مستمرة بهذا الرضا. وتضيف: أنا لست ضد عمليات التجميل، لكنني لا احبذها كثيرا، وإذا اضطررت يوما ما للجوء اليها، فسيكون ذلك تحت “وطأة الضرورة” ليس إلا، لأنني اعلم ان حقن الوجه “بالبوتكس” قد تفقدني القدرة على التحكم بملامح وجهي، وانفعالاتي، وسيؤثر سلبيا على ادائي التمثيلي.

■ دخلت الستوديو منذ ايام لتصوير دورك في المسلسل الجديد “رحلة الحياة والموت” المقرر عرضه في شهر رمضان 2013، فيما المتوقع كان، وبحسب الاخبار التي نشرت استنادا الى تصريحات سابقة لك، ان تباشري تصوير دورك في مسلسل “فتاة من الشرق”. لماذا تم هذا التبديل، وهل صحيح ان “فتاة من الشرق” تأجل لأسباب رقابية؟

– سأبدأ الرد من نهاية السؤال، وأقول ان هناك تعاقدا فعليا بين التلفزيونين اللبناني والمصري لانتاج مسلسل “فتاة من الشرق”، وفيه سألعب دور البطولة، وأنا متشوقة للعب هذا الدور لأنه سيخرجني من عباءة الادوار الرومانسية، لا سيما وانني سألعب فيه دور الجاسوسة، من خلال شخصية حقيقية معروفة عرفت باسم “امينة المغني” التي وصلت الى مناصب رفيعة، وتعتبر اشهر شخصية جاسوسية من الموساد الاسرائيلي، وهي من مواليد العام 1939، لأسرة مسلمة. وفي هذا المسلسل سيشارك نقيب الممثلين الاردنيين محمد ابراهيم، ونخبة من نجوم التمثيل، منهم: احمد ماهر ولطفي لبيب، ومجموعة من ممثلي لبنان وسوريا، تحت ادارة المخرج عبد الحي المطراوي.

■ لكننا قرأنا ان هذا الدور كان برسم زميلتك السورية سوزان نجم الدين؟

– نعم. الزميلة سوزان كانت بالفعل مرشحة له، لكن تم استبدالها بي، وهذا امر طبيعي ويحدث لكثير من النجوم، وهذا التعديل لم يحدث اي حساسية بيننا او اي خلاف، وكل ما في الامر، ان الدور يتضمن تطورا عمريا، حيث ان صاحبة الشخصية بدأت دورها وهي صغيرة السن، وهذا ما ينطبق على شخصيتي.

■ عودة الى مسلسل “رحلة الحياة والموت”. ماذا عنه، لا سيما وأنه ايضا سيجمع العديد من النجوم العرب؟

– هو بالفعل دراما عربية مشتركة انتاجا واخراجا وكتابة وتمثيلا. فالمؤلفة هي السورية “ريم حنا” والمخرج هو السوري (ايضا) “الليث حجو”، والانتاج لشركة “سامة برودكشن”، أما المشاركون في التمثيل، فهم من لبنان وسوريا ومصر: عابد فهد، ماجد المصري.

■ يبدو ان تجربتك في مسلسل “روبي” قد سيطرت على تفكيرك، بحيث اصبحت نمطا مغلوبا في معظم اعمالك التي تلتها، ان من حيث تعدد اللهجات في المسلسل، او من حيث تنوع المشاركات التمثيلية؟

– لا شك في ان مسلسل “روبي” حقق نجاحا لافتا  وهذا ما اكدته نسبة المشاهدة المرتفعة جدا، سواء في لبنان او في الوطن العربي، وكذلك النقاد. ثم علينا الاعتراف بأن على الفنان، لا سيما الذي يعمل في مجال التمثيل، ان يكون واقعيا في عمله وفي تعاملاته الفنية وان لا يمانع بالاقدام على اي دور يعرض عليه طالما هو مقتنع بالقضية والنص والمضمون، هذا عدا عن أن لا شيء يمنع من تكرار تجربة “الخلطة” الناجحة، بشرط ابتعادها عن تكرار المضمون، وأنا ارى ان ابرز ما ميّز “روبي” (المسلسل) الاضاءة التي تمت على اختلاف التقاليد والثقافات، والتي برزت بوضوح، من خلال  الغنى في اللهجات التي تنوعت بين السورية واللبنانية والمصرية، وكذلك، في تعدد طرق التمثيل، كما من خلال مواقع التصوير. انا سعيدة لأن بداية المسلسلات المشتركة كانت من خلال “روبي”، وسعادتي تضاعفت لأنها ستستمر في مسلسل “رحلة الحياة والموت”.

■ ولكن اين اصبح مسلسل “احمد وكريستينا”، لا سيما وان التأكيد كان انه سيكون على القائمة فور انتهاءك من “روبي”، وهذا ما سبق وأكدته زميلتك تقلا شمعون في حوار تلفزيوني لها. لماذا تأجل تنفيذ هذا المسلسل؟

– اشكرك لأنك استعملت تعبير “تأجل”، وهذه هي الحقيقة، فيما الكثيرون اعلنوا الغاءه؟! هذا المشروع ما زال قائما، وموجودا، والعائق الوحيد الذي يحول دون تنفيذه هو ضيق وقت الكاتبة كلوديا مرشاليان المرتبطة بمجموعة مسلسلات دفعة واحدة، ما اضطرها الى ارجاء “احمد وكريستينا” لبعض الوقت. هذا كل ما في الامر، وهذه هي الحقيقة من دون “رتوش”.

■ هل صحيح ما قيل ولا زال يتردد عن ان سيرين عبد النور “ضائعة” ما بين التمثيل والغناء؟

– هذه واحدة من الشائعات التي اضحكتني كثيرا، وعلى ما يبدو، فإن بعض “الزميلات” لا تتحملن حضوري على الساحة الفنية بالصفتين، لا سيما بعد نجاحي في فيلم “رمضان مبروك ابو العلمين حمودة”.

■ وهل سيقتصر الغناء عندك على الادوار السينمائية؟

– بالتأكيد لا. وأتمنى ان تتذكر دائما انني “مغنية” بمثل ما انا ممثلة وان لي اكثر من ألبوم غنائي في الاسواق، وانني احمل لقب “صاحبة افضل سنغل غنائي” عن اغنية “مالكش فيه” بنتيجة استفتاء جماهيري، في العام 2009. وإذا كانت الادوار التمثيلية التي اخذتني اعتمدت، على ادائي التمثيلي، فلأن الاحداث لم تكن تتحمل وجود اغنيات فيها.

■ سألناك عن الامر لأننا نعلم انك صورت اغنية جديدة؟

– نعم. صورت “سنغل” بعنوان “حبايبي”، وقد أعلنت عنها على موقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك)، احتفالا مع زوار الصفحة الرسمية الخاصة بي بعد ان وصل عدد “الغانز” لـ600 ألف. اما الاغنية، فقد سجلتها في مصر، وليس في لبنان، كما اشيع، وفيها تعاونت مع الملحن احمد حسني والمؤلف الغنائي بهاء الدين محمد والموزع الموسيقي طارق مدكور.

■ ايضا، قيل ان تكلفة التصوير كانت عالية جدا. فهل انت من انصار الكليبات ذات التكلفة المرتفعة والمبهرة؟

– الاغنية تم تصويرها في “سانت تورينو” باليونان تحت ادارة المخرجة انجي، وقصتها مفعمة بالرومانسية، وتضمنت الكثير من الاستعراض، وفيها، اطل بفستان زفاف، وكل ما اتمناه ان تنال رضا الجمهور.

■ سيرين. بصراحة: لماذا اصبحت هدفا للشائعات؟

– بكل صراحة، وببساطة، لأنني مستمرة في تحقيق النجاح، وكما يقول المثل: “الشجرة المثمرة هي المستهدفة دائما بالحجارة”!

■ هل استمعت الى ما قالته “زميلتك” مي الحريري؟

– لقد نقل لي رأيها ولم اسمعه مباشرة.

■ هي اعلنت ان شخصية “روبي” التي لعبتها على الشاشة، تشبهها فعلا. ثم عادت وأنكرت رؤيتها للعمل، وانها تحمل لك كل الحب والود.

– ارجو طي الصفحة فأنا لا اريد الحديث في هذا الموضوع لأنه لا يهمني اولا، ولأنني ثانيا افضل مناقشة مواضيع ذات اهمية.

■ ما اكثر الشائعات التي تضايق سيرين عبد النور؟

– كثيرة هي. ومن ناحيتي، فأنا لم اعد اهتم بها، وبالاخص، بتلك التي تتحدث، بين الحين والآخر، عن اجرائي لعمليات تجميل في امكنة متفرقة من جسمي!!  لقد مللت من مثل هذه الشائعات وأصبحت اقابلها بالصمت، وبالرد “العملي” عليها، حيث اضاعف من نشاطي الفني الذي يؤكد، مرة بعد مرة، من هي سيرين عبد النور، وما هي امكاناتها الفنية، وهذه مناسبة لأوجه الشكر للنجمة اللبنانية الزميلة “اليسا” التي اثنت على مسلسل “روبي”، وعلى ادائي فيه.

■ تقيمين لأشهر في القاهرة لدواع مهنية، فهل تشعرين بالقلق بعد سيطرة حكم “الاخوان” على الحكم؟

– انا بعيدة كل البعد عن السياسة، ولا احب الخوض فيها، لكنني اؤمن ان للفن دورا مهماً، ويمكن ان يكون منبرا لكثير من الامور التي تخص المجتمع، كما انني مؤمنة بأن لا احد يستطيع ان يمنعه، مهما حاول او بذل من جهود.

■ كيف ترين حاليا واقع الفن، في الساحة المصرية؟

– اكون ساذجة لو حاولت انكار قلقي على حالة الفن الراهنة في مصر، لا سيما في ظل ما تعرض له النجم عادل امام اخيرا والاتهامات التي اطلقوها بحقه، خصوصا تلك التي اتهمته بازدراء الاديان، وأيضا، ما حدث مع النجمة الهام شاهين، ثم ما تلا الأمرين من رسائل تهديد ارسلت الى اكثر من ممثل نجم او مطرب او مطربة؟! هذه الممارسات تدعو من دون شك للقلق.

■ هل تنوين الاستقرار في مصر لمتابعة اعمالك القادمة؟

– لا… وإنما سأظل متنقلة بين الكثير من البلدان لطبيعة عملي، حيث امكنة التصوير التي افاجأ بها غالبا ما تكون خارج مصر، وإنما الانطلاق سيكون دائما من لبنان.

■ سيرين. لغط كبير يدور حول ادارة اعمالك. البعض يحمل مسؤوليتها لزوجك، والبعض الآخر يؤكد ان هناك مدير اعمال سواه؟

 جازمة ردت: مدير اعمالي هو وليد شماتة، وهو مواطن مصري ومسؤول عن كل الامور التي تتعلق بأعمالي السينمائية وبحفلاتي الغنائية.

■ لماذا إذاً يضطر البعض  للتنسيق مع زوجك لتحديد مواعيد  المقابلات معك، وهو الامر الذي اكده اكثر من زميل صحفي؟

– لأن البعض، وعن طريق الخطأ غير المقصود بالطبع، يعطي رقم هاتف زوجي للصحفيين الذين لا تربطني بهم صداقة او معرفة سابقة، على انه رقم هاتفي الخاص، فيجد زوجي نفسه مضطرا للرد على الاتصالات، ولا يعقل ان يرد عليهم بالاعتذار او القول لهم: آسف. هذا رقم هاتفي وليس رقم هاتف زوجتي!

■ وهل من تداخل بين حياتك الفنية وحياتك الزوجية ـ العائلية؟

– اعتبر ان حياتي الخاصة ـ العائلية “منطقة محظور الاقتراب منها، ولا يحق لأحد التدخل فيها، كما انني ناجحة جدا في تنظيم اوقاتي وأعرف حدودي التي يتقبلها زوجي، وبالتالي، فإن عملي الفني لن يؤثر في حياتي العائلية.

■ وهل تجدين نفسك مرتاحة اكثر، من خلال ابتعادك عن الصداقات الفنية بمعناها الحقيقي والتطبيقي؟

– في الوضع الذي انا فيه، لا اشعر ان هناك خطأ ما، ولا ينقصني شيء، لكن في المقابل، لا توجد لدي خصومات مع اي من الزملاء او الزميلات في الوسط، ودائما، ابادر الى التحية وإلقاء السلام على الفنانين الذين ألتقي بهم، سواء في المهرجانات او المناسبات، لكننا لا نجتمع او نتبادل  الاتصالات الهاتفية. وفي حال اتى احدهم على سيرتي بكلام سيء، يصبح من حقي الدفاع عن سمعتي التي اعتبرها كرامتي الشخصية.

■ كيف كان تعليقك على ما قالته هيفاء وهبي، بعدما اثارت موضوع تجاهلها لك في برنامج “انا والعسل” التلفزيوني؟

– لن اعلق. ولن أرد. وأعتقد ان التجاهل هنا هو الرد الانسب!

■ وهل ما ينطبق على مسألة صداقاتك مع الوسط الفني في لبنان، يتطابق مع واقع صداقاتك في مصر؟

– لا. لدي صداقات في مصر، ويمكن تسميتها بـ”آداب المجاملات”.

■ كيف؟

– على سبيل المثال، عندما يعرض للزميل احمد عز عملا سينمائيا او تلفزيونيا جديدا، ابعث اليه برسالة هاتفية تحمل عبارة “مبروك” على سبيل التهنئة. اما الزميلة الهام شاهين، فلها في قلبي معزة خاصة، وصداقتنا بدأت عندما التقينا في مهرجان “البندقية”. وفي كل زيارة لي لمصر، او في كل زيارة لها الى لبنان، نلتقي. أما الزميلات والزملاء في الوسط الذين اشاركهم التمثيل، فلا بد من أن تتكون بيننا صداقة، وعلى سبيل المثال، انا صديقة مقربة من الفنان السوري مكسيم خليل، ومن الممثلة اللبنانية تقلا شمعون ومن بياريت قطريب، والنجم المصري امير كرارة. لا اخفيك ان هناك اشخاصا، نكتشف انهم يشبهوننا عندما نعمل معاً، وبالتالي سرعان ما تتكون الصداقات بيننا.

■ سيرين. اسألك اخيرا كيف تقبلت نبأ اختيارك بين النساء المئة  “الاكثر قوة في العالم العربي”؟ وكيف تفهمين معنى “القوة” في هذا السياق؟

– بداية، لا انكر السعادة الكبيرة التي غمرتني لدى سماع النبأ، لأنه يشكل الي حافزا كبيرا، ودليلا على ان مسيرتي تصاعدية باتجاه الافضل دائما، ولذلك وجدت في هذا الاختيار مصدر فخر، ويحملني مسؤوليات اضافية لأستمر عند حسن الرأي العام بي. اما كيف افهم “معنى القوة”، فأنا اترجمه الى “مثال يحتذى”، كفنانة وكزوجة وكأم وكسيدة مجتمع، اضافة الى انني، ولله الحمد، لم “امثل” يوما على الناس، وإنما كنت دائمة الظهور امامهم، على حقيقتي، وكما انا، من دون كذب أو تجمّل.

حديث الشارع

392378_10151646876747990_851688728_nلو بحثنا عن زعيم للمرحلة العربية الراهنة، لن نجد سوى “الحمار”.

لقد ملأ سمعنا “النهيق” الديمقراطي.

وننظر في شوارعنا، فنجد أن الديمقراطية تتعرّض لـ”رفس” جماعي.

ونبحث عن العدالة، فنجد أن غالبية أهلنا يعيشون في “الزريبة”.

والشعب الذي يريد، تمكّن من إسقاط النظام، لكن “الربيع العربي” إستلم “العصا” ووضع الحرية في “الخرج”.

أليس “النهيق” و”الرفس” و”الزريبة” و”العصا” و”الخرج” من مواصفات الحمار ولوازمه؟

إذاً، يستحق الحمار الزعامة، ويستحق أن ننهق له: مات الزعيم … عاش الحمار.

“شوارعي”

دفاعاً عن السيئ خوفاً من الأسوأ

 ما الحل إذاً؟

إذا ثبت جنبلاط على قانون الستين.

إذا ثبت عون على القانون الأرثوذكسي.

إذا ثبت بري على القانون المختلط.

إذا ثبت “حزب الله” على “صمته”.

إذا ثبت أن لا حل للخروج من هذه الثوابت المتناقضة، إلا بالتمديد لمجلس النواب الحالي، عملاً بقول “أبو النواس”: وداوها بالتي كانت هي الداء.

وكيف يمرّ التمديد إذا ثبت رئيس الجمهورية على إعلانه عدم التوقيع على قانون التمديد، وتهديده بتقديم الطعن في دستوريته؟

ما الحل إذا صدق كل هؤلاء بالثبات على مواقفهم هذه؟

عندئذ يسقط لبنان في أزمة مغلقة بأقفال ضاعت كل مفاتيحها.

لا سلطة تشريعية، فالمجلس النيابي بلا نواب. ولا حكومة بدل الحكومة المستقيلة، فليس هناك من يمنحها الثقة. ولا انتخابات، ربما لغياب حكومة شرعية، وربما لأن مخاطر الاعتراض على إجرائها وفق قانون الستين “الميت – الحي” سيأخذ منحى العنف والفتنة.

وإذا طال زمن الاستعصاء، لن يكون لنا رئيس جمهورية مع دخولنا عام 2014 وحلول موعد نهاية مدة الرئيس ميشال سليمان.

أي ستغيب كل السلطات القادرة على إيجاد الحلول. وسيتحوّل لبنان إلى حالة ديمقراطية نادرة في العالم.

في ظل هذا الفراغ الشامل، يبقى حل واحد، تلجأ إليه الدول عادة بعد الثورات وسقوط الدساتير. وهو انتخاب لجنة تأسيسية لوضع دستور جديد.

حتى هذا الحل يبقى معقداً في لبنان، ويعيدنا إلى الانقسام الذي أدى إلى غياب الحلول.

على أساس أي قانون تنتخب اللجنة التأسيسية؟

وهل نأخذ بالأكثرية العددية، أم بالقسمة على إثنين بين المسيحيين والمسلمين؟

ودوائر فردية أم محافظات؟

وأكثرية أم نسبية أم مختلطة؟

وإذا انطلقنا من هذا السيناريو الأسود، ماذا سيكون حال الاقتصاد؟ وهل سنشاهد سياحة، غير سياحة النزوح والمخيمات؟

لكن مازالت هناك فرصة لعدم دفع لبنان إلى قاع الهاوية.

على الجميع أن يدرك بأنه لا يستطيع الاستيلاء على قطع الجبنة على حساب الآخرين.

القناعة هي الحل … إذا كان لبنان، كما تقولون، كنزاً لا يفنى.

أما إذا استمر التعنّت والعناد، فإن الفراغ الذي يساق إليه لبنان، سيؤدي إلى أن قبضاتكم لن تقبض سوى على الهواء. وبالتالي سيهدم المعبد عليكم وعلى أعدائكم في الوطن.

ولن يكون هناك إنقاذ إلا إذا تماشى الواقع مع الأمر الواقع.

أي بعودة الروح إلى قانون الستين، فبكل مساوئه يبقى أفضل السيء في وطن يتجه إلى أسوأ النهايات.

سامر الحسيني

بينما

عند الكتابة، وعند القول والحديث والكلام، يكثر استعمالنا لأدوات ظرفية زمانية ومكانية وغيرها من المفردات، مثل: طالما، عندما، حينما، إنما، بينما، ربما… الى آخر هذه السلسلة من المتكآت الضرورية ليستقيم معها التعبير.

خلال اشتداد وطيس الحرب اللبنانية في السبعينيات من القرن الماضي، ترك صديقنا الصحفي الأستاذ «ابراهيم سلامة» لبنان الى فرنسا، وذلك حفاظاً على «سلامته» من القصف العشوائي، ومن الخطف، الذي كانت أسبابه متعددة ومتنوعة.

في أحد الأيام التقينا في باريس فسألته: ألم تفكر بالعودة الى بيروت ولو لمجرد زيارة؟ أجابني بأسلوبه الساخر وتهكمه المزمن على كل شيء ومن كل شيء: أنا لا أرغب في العودة، لأنني أكره مفردة «بينما»! وذلك عندما تُكتب او عندما تُلفظ، فأنا لا أريد أن يقرأ أحد في الصحف خبراً يقول… بينما كان ابراهيم سلامة يمشي على الرصيف في شارع الحمرا في بيروت، سقطَت قذيفة مدفعية أَوْدَتْ بحياته وحياة العديد من المواطنين، وأدَّت الى دمار هائل في الممتلكات…!! هذه «البينما» اللعينة يا صديقي لا أُطيقها ولا أستسيغ سماعها… لذلك غادرت، لأنني لست طرفاً في موضوع الحرب، ولست مؤهلاً أن أصبح مقاتلاً – أقاتل من؟ – فهل أبقى في بيروت كرمى للذين سيكتبون تلك «البينما»؟ لذا فإنني سأقترح على المجمع اللغوي أن يمحو هذه «البينما» من اللغة!!

قلت له باسماً: وهل ستحل المشكلة في حال ألغى المجمع «البينما»، ووضع مكانها «عندما»؟ أجابني متهكماً: إنك بهذا الرأي الحصيف كمن يستبدل قذيفة من عيار 150 ملم بقذيفة عيار 175 ملم!! فهل تعلم أن الضحايا الأبرياء الذي سقطوا في الحرب اللبنانية للآن كان نصفهم قد قتل تحت عنوان «بينما»، والنصف الآخر تحت عنوان «عندما»!! ثم أنه لا حاجة ولا ضرورة يا صديقي أن أذكِّرك وأروي لك ما حَصَلَ وَوَقَع من ضحايا «قبلما» و«بعدما»!!

لم أستطع أن أجاري صديقي ابراهيم في النقاش، والذي سارع وانتقل بالحديث الى موضوع آخر، ولكنه على صلة بما بدأه من تفسيرات وتأويلات حول تلك الصيغ والمفردات الآنفة الذكر فقال: إن صديقنا فلان الفلاني مثلاً، وعندما تسأله رأيه عن كاتب أو ناقد أو شاعر، أو حتى عن شخص عادي، فإنه يسهب ويسترسل في كيل المديح عليه وبشكل مطوَّل، ثم يُنهي رأيه بمفردة «إنَّما»! وهي بمعنى «لكن» أو «لولا»!! لينسف كلياً كل ما قاله عنه من ايجابيات، ولهذا فقد أطلقتُ عليه لقب «الأستاذ إنما»!!

وهكذا، يا صديقي فنحن «أينما» تجوّلنا، و«حيثما» وُجدنا، فاننا نواجه المآسي والمشاكل ونعاني من نتائج تداعياتها على صعيد الأفراد وكذلك الجماعات، قلت له: بالنتيجة… أيمتى ستعود الى لبنان؟ أجاب: «ريثما» يعي كل اللبنانيين بعض بديهيات الحقيقة! قلت له: وهل وقتذاك ستعود؟ أجاب باسماً: ربَّما…!!

غازي قهوجي

E-Mail: kahwaji.ghazi@yahoo.com

ابتسامة باسم تهز جمهورية الإخوان

باسم يوسف في طريقه إلى النيابة

باسم يوسف في طريقه إلى النيابة

إنها ديكتاتورية تحت التمرين!  فملامح “جمهورية الإخوان” لم تعد خافية على أحد، و”ثورة يناير” ترى النظام الجديد يطل مجدداً برأسه من “مكتب المرشد”، والرئيس محمد مرسي لا يفعل شيئاً سوى تأسيس قواعد “دولة الفقيه”.

لكن «الجمهورية الإخوانية» تدرك أن الزمن ليس معها، وأن «فرصتها» توشك على الضياع، بعدما تكرّس انقسام المجتمع المصري بين موال ومعارض، وبعدما أصاب الارباك رأس الهرم الاخواني عبر التشدد في قرارات ومن ثم التراجع عنها تحت ضغط الشارع.

و«شطارة» الإخوان في المناورة وتطويع القوانين وفق مصلحة المرشد، سرعان ما ترتدّ عليهم.  إن دلائل تفكك الدولة المصرية آخذة في الاتساع. الشواهد كثيرة وكذلك الأسباب، لكن الأبرز يبقى عجز الرئيس محمد مرسي عن إدارة مؤسسات الدولة، ومشاركته من خلال سياساته الخاطئة في إضعاف بعضها الآخر.

لقد امتدت أخيراً ذراع الإخوان القضائية لتطول الإعلامي باسم يوسف صاحب البرنامج الساخر «البرنامج؟». يد النيابة العامّة المصريّة، كانت طالت إعلاميين وناشطين سياسيين عديدين، ممن قالوا «لا لحكم المرشد». وصار أكيداً أنّ «البرنامج؟» الذي يحقق عرضه أعلى نسبة مشاهدة في مصر، يسبب أزمة كبيرة لجماعة «الإخوان المسلمين». والأكيد أنّ التحقيق مع باسم يوسف، أو محاولة التهويل عليه، لا يمكن أن تمرّ مرور الكرام، بعد ردّة الفعل الشعبيّة والإعلاميّة التي خلّفها استدعاؤه إلى مكتب النائب العام، لتنفيذ أمر الضبط والإحضار، بتهمة «إهانة الرئيس وازدراء الأديان والسخرية من الصلاة».

وكعادته في «البرنامج؟» تعاطى يوسف مع استدعائه إلى المحكمة، بسخرية شديدة. ذهب إلى التحقيق مرتدياً قبعة ضخمة، تشبه تلك التي ارتداها الرئيس مرسي أثناء حصوله على الدكتوراه الفخرية في باكستان قبل أيام قليلة.

جاء التحقيق مع باسم يوسف كدليل إضافي على التضييق الممنهج على حرية الرأي والتعبير، من قبل «الإخوان المسلمين». ويرى جمال عيد مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، أنَّ محاكمة باسم يوسف استمرار لمسلسل تكميم الأفواه، وإرهاب الإعلاميين: «الأكيد أن المصريين لن يعودوا للوراء، ومستمرون في انتزاع حقوقهم».

وتقول هبة مريف، مدير منظمة «هيومن رايتس ووتش» في مصر، إن «التحقيق مع يوسف يمثل أخطر إهانة لحرية التعبير منذ تولي جماعة «الإخوان المسلمين» السلطة في مصر هذا العام».

واعتبرت تقارير إخبارية أميركية، أن باسم يوسف يمثل القائد الأعلى للواء التغيير في مصر، واصفة إياه بالبركان الخطير الذي يُهدد  سيطرة جماعة الإخوان المسلمين على البلاد.

 يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه تقرير مؤسسة “حرية الفكر والتعبير”، إن صور الانتهاكات التي يتعرض لها العاملون بمجال الصحافة والإعلام بجميع أنحاء العالم، تتفاوت في انتشارها وأنواعها ومقدار الأضرار الناتجة عنها، بتفاوت مقدار الديمقراطية والشفافية التي تتمتع بها البلدان المختلفة.

وأضاف التقرير الذي جاء بعنوان “حرية الإعلام في الجمهورية الثانية، حبس.. منع.. مصادرة” أن حزمة القوانين والقرارات التعسفية التي تزيد من شرعية الجهات السلطوية في ممارسة انتهاكات بالغة ضد حرية الرأي والتعبير تجد لها دائمًا تبريرات تحت زعم الحفاظ على النظام العام والآداب العامة، وغيرها من المصطلحات المطاطة.

وأضاف التقرير أن تعديل القوانين الحالية، وسن قوانين أخرى لضمان وتعزيز وحماية حرية الرأي والتعبير تستلزم بالضرورة توافر الإرادة السياسية التي تتحمل المسؤولية في حماية حرية التعبير من خلال امتناع الحكومة عن ارتكاب الانتهاكات، وكذلك حماية أصحاب الرأي.

وقال التقرير: إنه منذ تولي الدكتور محمد مرسي رئاسة الجمهورية، ومن قبله، سيطر حزب الحرية والعدالة على مجريات الأمور، بعدما ظهر أن هناك ميلًا متزايدًا من قبل قيادات حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان إلى الاستخدام السيىء للقوانين، التي تقيد حرية الصحافة والإعلام، بدعوى السب والقذف والتطاول على أعضاء الحزب وغيرها من التهم المطاطة، نتج عنه استدعاء الصحفيين إلى أروقة المحاكم لمعاقبتهم على مهنتهم، إلى جانب أشكال أخرى من الانتهاكات مورست بشكل ممنهج تمثلت في مصادرة وإغلاق الصحف ومنع مقالات تهاجم جماعة الإخوان وغيرها من أشكال الانتهاكات المختلفة.

وأوضح التقرير أن البداية كانت في 30 أيار (مايو) الماضي عندما أقام مرسي دعوى أمام محكمة القضاء الإداري ضد قناة الفراعين. والواقعة الثانية من وقائع الملاحقات القضائية للصحفيين، كانت من قبل الدكتور عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، في 24 حزيران (يونيو) 2012 حين تقدم ببلاغ للنائب العام ضد كل من رضا إدوار رئيس مجلس إدارة جريدة الدستور، وإسلام عفيفي رئيس تحريرها يتهمهما فيه بنشر أخبار كاذبة، وارتكاب جريمة القذف بحقه.

وجاءت أخطر صور الملاحقات القضائية للصحفيين من قبل المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع، الذي كان قد تقدم ببلاغ ضد عادل حمودة رئيس تحرير جريدة الفجر، وخالد حنفي مدير تحرير الجريدة، يتهمهما بالسب والقذف.

بالتزامن مع تعديلات بالسياسة التحريرية للصحف، مما نتج عنه منع مقال من النشر، أو منع بعض الكتاب من الكتابة داخل صحف، وإلغاء صفحات بعينها، وذلك بعد حدوث تغييرات في رؤساء تحرير الصحف القومية، وقدوم محمد حسن البنا رئيسا لتحرير جريدة “الأخبار” وكان أول قرار له هو منع مقال للكاتبة عبلة الرويني، وبعدها منع مقال “لا سمع ولا طاعة” للكاتب يوسف القعيد.

ما بين أحداث الاتحادية إلى محمد محمود إلى أحداث بور سعيد وإضراب ضباط الشرطة والمنازلات القضائية اليومية وحجم العنف المتصاعد، المعلوم والمجهول المصدر، وتردي حال الاقتصاد، وقمع الحريات الاعلامية، يطلّ تساؤل ملحّ من المشهد المصري: من السبب في هذا؟  والجواب يظهر في ما بدأ جزء كبير من المصريين بترداده:  يسقط يسقط حكم المرشد.

استراتيجية الخراب: كيف تفكر واشنطن في سوريا؟

هل وقعت المعارضة السورية في فخّ الخلافات الداخلية؟ وهل خراب سوريا بات سياسة غربية غير معلنة؟  أين تقف الولايات المتحدة من الصراع الدائر في سوريا، إن كان على مستوى المواجهة العسكرية مع النظام، أو المواجهة السياسية بين فصائل المعارضة نفسها.

مقاتل اسلامي معارض في حلب

مقاتل اسلامي معارض في حلب

لا تزال الإدارة الأميركية تتحفّظ حيناً وترفض أحياناً فكرة تسليح المعارضة السورية.  وهي إن كانت تغضّ النظر عن بعض قنوات التسليح العربية عبر تركيا، إلا انها لا تتردد في التعبير عن خشيتها من سقوط السلاح في يد مجموعات متطرفة غير منضبطة تحت جناح الجيش السوري الحر.

الشرط الأميركي – الغربي الأول للتسليح ينحصر في توحيد المعارضة سياسياً وعسكرياً، الأمر الذي لم يتحقق رغم كل الجهود المبذولة والاعترافات المعلنة بالمجلس الوطني ثم ائتلاف معاذ الخطيب (المعلًقة استقالته) وصولاً إلى حكومة غسان هيتو (الكردي الأميركي).  وهي مجالس وهيئات تنخرها الانقسامات والخلافات، تعكس تشتت ولاءات الجبهات العسكرية المعارضة للنظام.

يرى مراقبون أن أحد أسباب الصراعات الداخلية التي تعاني منها المعارضة، هو وجود أجندة إخوانية طاغية بدعم قطري، على كل الهيئات والكيانات المعارضة. فالاخوان يتمتّعون “بلياقة سياسية” في التنقل من كيان معارض إلى آخر، حسبما وصف دبلوماسي عربي لـ”الكفاح العربي” حالة المعارضة السورية.

وتابع الدبلوماسي يقول:  إن لإخوان سوريا قدرات هائلة وامتدادات واسعة من التحالفات مع الدول العربية التي يسيطر عليها الاسلام السياسي بفعل الربيع العربي، مما يجعل تجاوزهم أو احتواءهم أمراً مستحيلا في أي تركيبة سياسية معارضة… وهذا الأمر يتسبب في تململ وفي بعض الأحيان انسحاب معارضين مستقلين لهم وزنهم، مما يظهر المعارضة بلون اسلامي واحد، لا يتماشى مع تعدد ألوان المجتمع السوري.

ويشير الدبلوماسي العربي إلى أن صورة المعارضة السورية المشتتة لا تتناقض مع الموقف الأميركي المتردد، الذي يرفض مقاربة الأزمة السورية من بوابة الحسم العسكري – الأطلسي في ليبيا.  فالجزء الأوسع من استراتيجية واشنطن في سوريا تمسك به الاستخبارات الأميركية، في ظل استمرار غياب استراتيجية واضحة لإدارة أوباما الثانية، لا ترضي طموح صقور واشنطن ، لجهة حسم الموقف لمصلحة الخيار العسكري.

إن الاستخبارات الأميركية  لم تنتظر منذ بداية الأزمة السورية، ارتسام خط سياسي أميركي في التعاطي، يرجّح كفة احد الخيارين على الآخر، العسكري والسياسي، بيد أنها ملكت أجندتها الأولى التي تحولت منذ أشهر إلى عنوان عريض يفرض نفسه على التعاطي الأميركي مع سوريا وهو:  لا بد من التسليح الكمي لا النوعي، كي تزداد فرص السلام في سوريا. لكن الشرط الأميركي يحصرالتسليح والتدريب في المعسكرات التركية والأردنية، لفرض جناح معتدل داخل «كتائب الثورة» السورية، وفي صفوف المقاتلين، وعزل الجماعات «الجهادية»، وتحجيم دورها في سوريا.

ورغم أن الأميركيين يكررون أن الحل السياسي لا يزال الخيار الأفضل، إلا أن التفاهم مع الروس يعاني من عدم الحسم في قضية بقاء أو تنحي الرئيس بشار الأسد خلال العملية الانتقالية. وكان الاجتماع الروسي – الأميركي، في لندن مطلع آذار الماضي، قد أحرز بعض التقدم. وقال خبير في الشؤون الروسية إن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ومساعد وزير الخارجية الأميركي ويليام بيرنز قد أعادا الاتفاق على تنفيذ «بيان جنيف» والذهاب إلى مجلس الأمن الدولي لتحويله إلى قرار ملزم، لكن سرعان ما عاد الأميركيون إلى المطالبة بتنحي الاسد.

ويقول مراقبون إن إطالة أمد الصراع، يخدم مصالح الولايات المتحدة، ومصالح حليفها الإسرائيلي، بتدمير الجيش السوري، وإضعاف الموقع السوري الاستراتيجي وإخراجه من معادلة الصراع نهائياً، كائناً ما كان النظام المقبل الذي سيحكم فوق الركام السوري. كما أن استمرار تدمير سوريا، سيحوّل دمشق إلى عبء على الحليف الإيراني المحاصر بالعقوبات، وهو ما تريده واشنطن. كما أن تدمير سوريا، يحوّلها من دون فائدة تذكر لطهران.

ويتوقف الرهان الأميركي عند حدين، قد تضطر فيهما واشنطن، تحت ضغط عامل الأمن الإسرائيلي إلى التدخل أو تعديل سياستها: انتشار الصراع خارج سوريا، وخروج الوضع عن السيطرة في مناطق المعارضة، إذا ما استمر النظام في المقاومة.

ويقول جيمس كولينز السفير الأميركي لدى موسكو في أعقاب لقاء لسفراء روسيا والولايات المتحدة السابقين لدى البلدين، أن الولايات المتحدة لا تعرف لحد الآن ما العمل مع سوريا. ويضيف الدبلوماسي الأميركي:” روسيا والولايات المتحدة تحدثتا كثيرا عن أخطاء بعضهما، إلى درجة أننا نسينا كيفية التحدث عما يمكن فعله سوية”.

وتحذر صحيفة “واشنطن بوست”، من أن غياب التدخل الأميركي في سوريا، سيسفر عن كارثة إنسانية أكثر مأساوية وتداعيات معاكسة للاستراتيجية الأميركية في سوريا والمنطقة برمتها، مشيرة إلى أنه “ربما يكون صحيح أن الحرب على العراق كبّدت واشنطن مليارات الدولارات، ناهيك عن الخسائر السياسية والبشرية لدى الجانبين العراقي والأميركي، كما إنها لم تسفر حتى الآن عما طمح إليه وأراده الداعون إليها، لكن سيكون أيضا لإحجام واشنطن عن التدخل في سوريا تداعياته الوخيمة على الصعيدين الإنساني والاستراتيجي”.

وتعتبر صحيفة “واشنطن بوست” أن هيئة القيادة العسكرية والسياسية المعتدلة الأميركية، تحاول تعزيز تواجدها داخل المعارضة السورية التي تبدو محطمة وضحية التنافس الإقليمي العربي المرير.

 وتضيف أن التوتر الإقليمي دفع حركة المعارضة السورية إلى شقي رحى قطر وتركيا، من جهة، والمملكة العربية السعودية والأردن والإمارات العربية المتحدة من جهة أخرى.

 وأشارت “واشنطن بوست”، إلى أن الجهة الأولى تريد حكومة إسلامية تترأسها جماعة الإخوان المسلمين عقب سقوط الرئيس بشار الأسد، بينما تعارض الجهة الثانية امتداد نفوذ الإخوان المسلمين فى سوريا خوفا من خروج الحركة من نطاق سوريا لتهدد الأردن والسعودية والإمارات.

وأشارت الصحيفة إلى أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، التي تشعر بالذعر من بعض حلفائها العرب، تحتل مكانا ما في الوسط، حيث تقاوم مساعي قطر وتركيا لفرض وكلائهما، لكنها لا تفعل ذلك بطريقة فعالة.

وأضافت الصحيفة، أن القتال من أجل النفوذ السياسي تمحور في تعيين المعارضة غسان هيتو كرئيس وزراء لحكومة انتقالية سورية، في 19 آذار (مارس) عقب ممارسة الضغط من قبل قطر وتركيا.

وتابعت الصحيفة أنه على الرغم من أن هيتو مواطن أميركي، رأى بعض نقاد العرب أنه سيكون متعاطفا مع التيار الإسلامي التي تدفع به الدوحة وانقرة.

وأطلع السفير الأميركي لدى سوريا والمنسق غير الرسمي للسياسة الأميركية روبرت فورد، لجنة لمجلس النواب، أن “هيتو سيكون تكساسيا أكثر من إخوان مسلمين”.