حوار:
سيرين عبد النور
عبد الرحمن سلام
لم تعتمد سيرين عبد النور على جمالها فقط للوصول إلى النجومية. فعارضة الأزياء سرعان ما غادرت منصة عروض الأزياء لتخطو خطواتها الأولى نحو الشهرة على السجاد الأحمر وتجذب الأضواء في عالم الفن والتمثيل والغناء. ما جديد سيرين وهي التي تم اختيارها بين “النساء المئة الأكثر قوة في العالم العربي”.
قلت لها ممازحاً: يردد الكثيرون انك “من رواد” عمليات التجميل؟ فما حقيقة هذا القول، وهل سبق وأجريت عملية تجميل ما؟
ضحكت قبل أن تجيب وبحزم: أقسم بأنني لم أخضع (بعد) لأي عملية تجميل، فأنا راضية جدا عن شكلي الطبيعي، ولن اعبث بجمالي الرباني طالما انني مستمرة بهذا الرضا. وتضيف: أنا لست ضد عمليات التجميل، لكنني لا احبذها كثيرا، وإذا اضطررت يوما ما للجوء اليها، فسيكون ذلك تحت “وطأة الضرورة” ليس إلا، لأنني اعلم ان حقن الوجه “بالبوتكس” قد تفقدني القدرة على التحكم بملامح وجهي، وانفعالاتي، وسيؤثر سلبيا على ادائي التمثيلي.
■ دخلت الستوديو منذ ايام لتصوير دورك في المسلسل الجديد “رحلة الحياة والموت” المقرر عرضه في شهر رمضان 2013، فيما المتوقع كان، وبحسب الاخبار التي نشرت استنادا الى تصريحات سابقة لك، ان تباشري تصوير دورك في مسلسل “فتاة من الشرق”. لماذا تم هذا التبديل، وهل صحيح ان “فتاة من الشرق” تأجل لأسباب رقابية؟
– سأبدأ الرد من نهاية السؤال، وأقول ان هناك تعاقدا فعليا بين التلفزيونين اللبناني والمصري لانتاج مسلسل “فتاة من الشرق”، وفيه سألعب دور البطولة، وأنا متشوقة للعب هذا الدور لأنه سيخرجني من عباءة الادوار الرومانسية، لا سيما وانني سألعب فيه دور الجاسوسة، من خلال شخصية حقيقية معروفة عرفت باسم “امينة المغني” التي وصلت الى مناصب رفيعة، وتعتبر اشهر شخصية جاسوسية من الموساد الاسرائيلي، وهي من مواليد العام 1939، لأسرة مسلمة. وفي هذا المسلسل سيشارك نقيب الممثلين الاردنيين محمد ابراهيم، ونخبة من نجوم التمثيل، منهم: احمد ماهر ولطفي لبيب، ومجموعة من ممثلي لبنان وسوريا، تحت ادارة المخرج عبد الحي المطراوي.
■ لكننا قرأنا ان هذا الدور كان برسم زميلتك السورية سوزان نجم الدين؟
– نعم. الزميلة سوزان كانت بالفعل مرشحة له، لكن تم استبدالها بي، وهذا امر طبيعي ويحدث لكثير من النجوم، وهذا التعديل لم يحدث اي حساسية بيننا او اي خلاف، وكل ما في الامر، ان الدور يتضمن تطورا عمريا، حيث ان صاحبة الشخصية بدأت دورها وهي صغيرة السن، وهذا ما ينطبق على شخصيتي.
■ عودة الى مسلسل “رحلة الحياة والموت”. ماذا عنه، لا سيما وأنه ايضا سيجمع العديد من النجوم العرب؟
– هو بالفعل دراما عربية مشتركة انتاجا واخراجا وكتابة وتمثيلا. فالمؤلفة هي السورية “ريم حنا” والمخرج هو السوري (ايضا) “الليث حجو”، والانتاج لشركة “سامة برودكشن”، أما المشاركون في التمثيل، فهم من لبنان وسوريا ومصر: عابد فهد، ماجد المصري.
■ يبدو ان تجربتك في مسلسل “روبي” قد سيطرت على تفكيرك، بحيث اصبحت نمطا مغلوبا في معظم اعمالك التي تلتها، ان من حيث تعدد اللهجات في المسلسل، او من حيث تنوع المشاركات التمثيلية؟
– لا شك في ان مسلسل “روبي” حقق نجاحا لافتا وهذا ما اكدته نسبة المشاهدة المرتفعة جدا، سواء في لبنان او في الوطن العربي، وكذلك النقاد. ثم علينا الاعتراف بأن على الفنان، لا سيما الذي يعمل في مجال التمثيل، ان يكون واقعيا في عمله وفي تعاملاته الفنية وان لا يمانع بالاقدام على اي دور يعرض عليه طالما هو مقتنع بالقضية والنص والمضمون، هذا عدا عن أن لا شيء يمنع من تكرار تجربة “الخلطة” الناجحة، بشرط ابتعادها عن تكرار المضمون، وأنا ارى ان ابرز ما ميّز “روبي” (المسلسل) الاضاءة التي تمت على اختلاف التقاليد والثقافات، والتي برزت بوضوح، من خلال الغنى في اللهجات التي تنوعت بين السورية واللبنانية والمصرية، وكذلك، في تعدد طرق التمثيل، كما من خلال مواقع التصوير. انا سعيدة لأن بداية المسلسلات المشتركة كانت من خلال “روبي”، وسعادتي تضاعفت لأنها ستستمر في مسلسل “رحلة الحياة والموت”.
■ ولكن اين اصبح مسلسل “احمد وكريستينا”، لا سيما وان التأكيد كان انه سيكون على القائمة فور انتهاءك من “روبي”، وهذا ما سبق وأكدته زميلتك تقلا شمعون في حوار تلفزيوني لها. لماذا تأجل تنفيذ هذا المسلسل؟
– اشكرك لأنك استعملت تعبير “تأجل”، وهذه هي الحقيقة، فيما الكثيرون اعلنوا الغاءه؟! هذا المشروع ما زال قائما، وموجودا، والعائق الوحيد الذي يحول دون تنفيذه هو ضيق وقت الكاتبة كلوديا مرشاليان المرتبطة بمجموعة مسلسلات دفعة واحدة، ما اضطرها الى ارجاء “احمد وكريستينا” لبعض الوقت. هذا كل ما في الامر، وهذه هي الحقيقة من دون “رتوش”.
■ هل صحيح ما قيل ولا زال يتردد عن ان سيرين عبد النور “ضائعة” ما بين التمثيل والغناء؟
– هذه واحدة من الشائعات التي اضحكتني كثيرا، وعلى ما يبدو، فإن بعض “الزميلات” لا تتحملن حضوري على الساحة الفنية بالصفتين، لا سيما بعد نجاحي في فيلم “رمضان مبروك ابو العلمين حمودة”.
■ وهل سيقتصر الغناء عندك على الادوار السينمائية؟
– بالتأكيد لا. وأتمنى ان تتذكر دائما انني “مغنية” بمثل ما انا ممثلة وان لي اكثر من ألبوم غنائي في الاسواق، وانني احمل لقب “صاحبة افضل سنغل غنائي” عن اغنية “مالكش فيه” بنتيجة استفتاء جماهيري، في العام 2009. وإذا كانت الادوار التمثيلية التي اخذتني اعتمدت، على ادائي التمثيلي، فلأن الاحداث لم تكن تتحمل وجود اغنيات فيها.
■ سألناك عن الامر لأننا نعلم انك صورت اغنية جديدة؟
– نعم. صورت “سنغل” بعنوان “حبايبي”، وقد أعلنت عنها على موقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك)، احتفالا مع زوار الصفحة الرسمية الخاصة بي بعد ان وصل عدد “الغانز” لـ600 ألف. اما الاغنية، فقد سجلتها في مصر، وليس في لبنان، كما اشيع، وفيها تعاونت مع الملحن احمد حسني والمؤلف الغنائي بهاء الدين محمد والموزع الموسيقي طارق مدكور.
■ ايضا، قيل ان تكلفة التصوير كانت عالية جدا. فهل انت من انصار الكليبات ذات التكلفة المرتفعة والمبهرة؟
– الاغنية تم تصويرها في “سانت تورينو” باليونان تحت ادارة المخرجة انجي، وقصتها مفعمة بالرومانسية، وتضمنت الكثير من الاستعراض، وفيها، اطل بفستان زفاف، وكل ما اتمناه ان تنال رضا الجمهور.
■ سيرين. بصراحة: لماذا اصبحت هدفا للشائعات؟
– بكل صراحة، وببساطة، لأنني مستمرة في تحقيق النجاح، وكما يقول المثل: “الشجرة المثمرة هي المستهدفة دائما بالحجارة”!
■ هل استمعت الى ما قالته “زميلتك” مي الحريري؟
– لقد نقل لي رأيها ولم اسمعه مباشرة.
■ هي اعلنت ان شخصية “روبي” التي لعبتها على الشاشة، تشبهها فعلا. ثم عادت وأنكرت رؤيتها للعمل، وانها تحمل لك كل الحب والود.
– ارجو طي الصفحة فأنا لا اريد الحديث في هذا الموضوع لأنه لا يهمني اولا، ولأنني ثانيا افضل مناقشة مواضيع ذات اهمية.
■ ما اكثر الشائعات التي تضايق سيرين عبد النور؟
– كثيرة هي. ومن ناحيتي، فأنا لم اعد اهتم بها، وبالاخص، بتلك التي تتحدث، بين الحين والآخر، عن اجرائي لعمليات تجميل في امكنة متفرقة من جسمي!! لقد مللت من مثل هذه الشائعات وأصبحت اقابلها بالصمت، وبالرد “العملي” عليها، حيث اضاعف من نشاطي الفني الذي يؤكد، مرة بعد مرة، من هي سيرين عبد النور، وما هي امكاناتها الفنية، وهذه مناسبة لأوجه الشكر للنجمة اللبنانية الزميلة “اليسا” التي اثنت على مسلسل “روبي”، وعلى ادائي فيه.
■ تقيمين لأشهر في القاهرة لدواع مهنية، فهل تشعرين بالقلق بعد سيطرة حكم “الاخوان” على الحكم؟
– انا بعيدة كل البعد عن السياسة، ولا احب الخوض فيها، لكنني اؤمن ان للفن دورا مهماً، ويمكن ان يكون منبرا لكثير من الامور التي تخص المجتمع، كما انني مؤمنة بأن لا احد يستطيع ان يمنعه، مهما حاول او بذل من جهود.
■ كيف ترين حاليا واقع الفن، في الساحة المصرية؟
– اكون ساذجة لو حاولت انكار قلقي على حالة الفن الراهنة في مصر، لا سيما في ظل ما تعرض له النجم عادل امام اخيرا والاتهامات التي اطلقوها بحقه، خصوصا تلك التي اتهمته بازدراء الاديان، وأيضا، ما حدث مع النجمة الهام شاهين، ثم ما تلا الأمرين من رسائل تهديد ارسلت الى اكثر من ممثل نجم او مطرب او مطربة؟! هذه الممارسات تدعو من دون شك للقلق.
■ هل تنوين الاستقرار في مصر لمتابعة اعمالك القادمة؟
– لا… وإنما سأظل متنقلة بين الكثير من البلدان لطبيعة عملي، حيث امكنة التصوير التي افاجأ بها غالبا ما تكون خارج مصر، وإنما الانطلاق سيكون دائما من لبنان.
■ سيرين. لغط كبير يدور حول ادارة اعمالك. البعض يحمل مسؤوليتها لزوجك، والبعض الآخر يؤكد ان هناك مدير اعمال سواه؟
جازمة ردت: مدير اعمالي هو وليد شماتة، وهو مواطن مصري ومسؤول عن كل الامور التي تتعلق بأعمالي السينمائية وبحفلاتي الغنائية.
■ لماذا إذاً يضطر البعض للتنسيق مع زوجك لتحديد مواعيد المقابلات معك، وهو الامر الذي اكده اكثر من زميل صحفي؟
– لأن البعض، وعن طريق الخطأ غير المقصود بالطبع، يعطي رقم هاتف زوجي للصحفيين الذين لا تربطني بهم صداقة او معرفة سابقة، على انه رقم هاتفي الخاص، فيجد زوجي نفسه مضطرا للرد على الاتصالات، ولا يعقل ان يرد عليهم بالاعتذار او القول لهم: آسف. هذا رقم هاتفي وليس رقم هاتف زوجتي!
■ وهل من تداخل بين حياتك الفنية وحياتك الزوجية ـ العائلية؟
– اعتبر ان حياتي الخاصة ـ العائلية “منطقة محظور الاقتراب منها، ولا يحق لأحد التدخل فيها، كما انني ناجحة جدا في تنظيم اوقاتي وأعرف حدودي التي يتقبلها زوجي، وبالتالي، فإن عملي الفني لن يؤثر في حياتي العائلية.
■ وهل تجدين نفسك مرتاحة اكثر، من خلال ابتعادك عن الصداقات الفنية بمعناها الحقيقي والتطبيقي؟
– في الوضع الذي انا فيه، لا اشعر ان هناك خطأ ما، ولا ينقصني شيء، لكن في المقابل، لا توجد لدي خصومات مع اي من الزملاء او الزميلات في الوسط، ودائما، ابادر الى التحية وإلقاء السلام على الفنانين الذين ألتقي بهم، سواء في المهرجانات او المناسبات، لكننا لا نجتمع او نتبادل الاتصالات الهاتفية. وفي حال اتى احدهم على سيرتي بكلام سيء، يصبح من حقي الدفاع عن سمعتي التي اعتبرها كرامتي الشخصية.
■ كيف كان تعليقك على ما قالته هيفاء وهبي، بعدما اثارت موضوع تجاهلها لك في برنامج “انا والعسل” التلفزيوني؟
– لن اعلق. ولن أرد. وأعتقد ان التجاهل هنا هو الرد الانسب!
■ وهل ما ينطبق على مسألة صداقاتك مع الوسط الفني في لبنان، يتطابق مع واقع صداقاتك في مصر؟
– لا. لدي صداقات في مصر، ويمكن تسميتها بـ”آداب المجاملات”.
■ كيف؟
– على سبيل المثال، عندما يعرض للزميل احمد عز عملا سينمائيا او تلفزيونيا جديدا، ابعث اليه برسالة هاتفية تحمل عبارة “مبروك” على سبيل التهنئة. اما الزميلة الهام شاهين، فلها في قلبي معزة خاصة، وصداقتنا بدأت عندما التقينا في مهرجان “البندقية”. وفي كل زيارة لي لمصر، او في كل زيارة لها الى لبنان، نلتقي. أما الزميلات والزملاء في الوسط الذين اشاركهم التمثيل، فلا بد من أن تتكون بيننا صداقة، وعلى سبيل المثال، انا صديقة مقربة من الفنان السوري مكسيم خليل، ومن الممثلة اللبنانية تقلا شمعون ومن بياريت قطريب، والنجم المصري امير كرارة. لا اخفيك ان هناك اشخاصا، نكتشف انهم يشبهوننا عندما نعمل معاً، وبالتالي سرعان ما تتكون الصداقات بيننا.
■ سيرين. اسألك اخيرا كيف تقبلت نبأ اختيارك بين النساء المئة “الاكثر قوة في العالم العربي”؟ وكيف تفهمين معنى “القوة” في هذا السياق؟
– بداية، لا انكر السعادة الكبيرة التي غمرتني لدى سماع النبأ، لأنه يشكل الي حافزا كبيرا، ودليلا على ان مسيرتي تصاعدية باتجاه الافضل دائما، ولذلك وجدت في هذا الاختيار مصدر فخر، ويحملني مسؤوليات اضافية لأستمر عند حسن الرأي العام بي. اما كيف افهم “معنى القوة”، فأنا اترجمه الى “مثال يحتذى”، كفنانة وكزوجة وكأم وكسيدة مجتمع، اضافة الى انني، ولله الحمد، لم “امثل” يوما على الناس، وإنما كنت دائمة الظهور امامهم، على حقيقتي، وكما انا، من دون كذب أو تجمّل.